Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/09/2009 G Issue 13499
الأحد 23 رمضان 1430   العدد  13499
إنفلونزا الخنازير تجمع الصحة والتربية
د. عبدالله بن سعد العبيد

 

جميل أن نرى تعاوناً بين جهات حكومية بمستوى التعاون الذي أعلن عنه مؤخراً بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة في مجالات الصحة المدرسية، والذي تم خلاله توقيع وثيقة للإجراءات التنفيذية الخاصة بوباء إنفلونزا الخنازير.

بقدر سعادتي بتعاون وزارتين من أهم الوزارات التي تقوم على رعاية مصالح المواطن وخدمته بشكل مباشر بحجم وزارتي الصحة والتعليم، بقدر ما أصابتني الدهشة لقيام تعاون كهذا الآن، وليس سابقاً؛ فمعلوم أن أكثر ما يرتبط بالإنسان الذي يقع ضمن دائرة خدمة وزارة التربية والتعليم هو وزارة الصحة؛ فوزارة الصحة هي من يقوم بمنح المستجد في عالم طلب العلم صك الدخول والقبول في المدرسة وهي التي تقوم - أو يُفترض كذلك - بمتابعة حالة الطفل الصحية في المدرسة، وهي - أي حالته الصحية - أساس قدرته على التحصيل العلمي القويم. ويعتبر تأهيل المعلم صحياً أحد أهم أركان قبوله كمعلم مربٍّ راع لمجموعة من أفراد جيل يتلقى أبجديات علمه لديه؛ ولذا كان استغرابي؛ فكيف يتم الآن فقط التنبه لضرورة قيام هذا التعاون؟ ألا يعني ذلك عدم توافر تلك المعطيات فيما مضى، وإلا لما كان هذا الاتفاق وذلك التعاون؟!

الأهم أن وباء إنفلونزا الخنازير أو أي وباء آخر، وبغض النظر عن اسمه، جدير بأن يُفرد له اتفاق مستقل وتعاون منفرد واستنفار غير مسبوق، وألا يكون ضمن قائمة بنود اتفاق تعاون بين تلك الوزارتين أو غيرهما.

على أن ما تم ذكره بصدد مسؤوليات كل وزارة على حدة في التعاطي مع الوباء يعتبر سابقة يشكر عليها القائمون على الوزارتين وإن كان ذلك يتمحور حول طرق ووسائل توعوية فقط ومحاولة الحد من انتشار الوباء وسبل الإبلاغ عنه والتعاون في سبيل عدم انتشاره، إلا أن ذلك لا يمنعنا من تقديم الشكر لهذا جهد؛ ذلك لعدم اكتشاف أو وجود طرق فاعلة في القضاء عليه حتى الآن، لكنني في الوقت ذاته أرى أن جُل مسؤولية إقرار الأنظمة الاحترازية يقع على عاتق وزارة الصحة فقط دون غيرها، وهي من يُفترض أن تنقل حقيقة وواقع المرض أو الوباء ومدى خطورته وخطورة انتقاله وسرعته في ذلك والإجراءات التي يجب أن يتبعها الآخرون بمنأى عن وزارة التربية والتعليم التي عليها أن تأخذ بما تُوصي به وزارة الصحة.

فقد أعلنت مؤخراً منظمة الصحة العالمية - بحسب الكثير من المصادر- رفع حالة التأهب لمواجهة المرض ورفع مستوى خطورته وتسميته بالوباء كأخطر وباء في القرن الحالي، وقامت على أثر ذلك العديد من الدول بأخذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات الاحترازية التي تكفل حدوداً دنيا لعدم انتقال المرض وانتشاره؛ فمعلوم أن الوباء بأنواعه الأربعة التي تم اكتشافها ينتقل من خلال السعال والعطاس وملامسة الفم والأنف والأغشية المخاطية الملوثة بالفيروس وما يزيد الحالة صعوبة هو تشابه أعراض المرض بأنواعه الأربعة تلك مع الإنفلونزا العادية التي عادة ما تصيب الأطفال بكثرة، خصوصاً في أماكن تجمعهم ولعبهم، ومنها المدارس.

لذلك فإنني ما زلت أؤكد على جمالية تعاون تلك الوزارتين في استمرار خدمة المواطن، ولكنني أتساءل في الوقت ذاته: لماذا لم تأخذ وزارة الصحة، وهي الجهة الوحيدة المخولة بمتابعة الموضوع ورصده وإصدار التوصيات وما يجب فعله، لماذا لم تقم بالإعلان عن حالة طارئة وإصدار توصياتها بشكل منفرد؟ مجرد سؤال.. وإلى لقاء آخر إن كتب الله...



dr.aobaid@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد