بعد الإخفاق في الوصول لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008 التي أُقيمت في النمسا وسويسرا والخروج المرير الذي كان على يد المنتخب الكرواتي في ملعب ويمبلي الشهير بخسارة ثقيلة قوامها (3-2) أمام الحشود الإنجليزية الكبيرة سواءً في ملعب المباراة أو خلف شاشات التلفزة.. ها هو المنتخب الإنجليزي يقهر نفس الخصم ويذيقه نفس الكأس المر الذي شرب منه في السابق ويدك حصونه بالخمسة مما دفع المدرب الكرواتي سلافين بيليتش لأن يرشح المنتخب الغنجليزي للفوز بكأس العالم القادمة في جنوب إفريقيا 2010م.
* المدرب الكرواتي سلافين بيليتش الذي يعرف الكرة الإنجليزية جيداً حيث سبق له اللعب مع أندية ويستهام وإيفرتون أكد أن الكرة الإنجليزية أصبحت تسير في الطريق الصحيح ويمكنها تحقيق كأس العالم، ذلك اللقب الغالي الذي غاب عن خزائنها منذ أن فازت به عام 1966م.
* المستوى الثابت الذي يسير عليه المنتخب الإنجليزي هو أمر مُلفت للنظر حقاً، خصوصاً أنه لعب ثماني مباريات محققاً العلامة الكاملة دون أي خسارة أو تعادل يُذكر، فإنجلترا التي فازت في العاصمة الكرواتية زغرب بنتيجة (4-1) ها هي تحقق نفس النصر الكبير بنتيجة (5-1) مما يدل على ثبات مستوى الفريق.
* ما الذي تغيَّر في الفريق الإنجليزي العريق لينقلب حاله من منتخب فشل في الوصول لأمم أوروبا 2008م إلى فريق ناجح، بل ومرشح للفوز بكأس العالم 2010م؟
سؤال لا بد أن يتبادر للأذهان لكل من أراد أن يقلب الطاولة ويفرض احترامه على الجميع.
* هل تغيَّر الاتحاد الأنجليزي؟ أم تغيَّرت تشكيلة المنتخب؟ أم تغيَّرت أنظمة البطولات الأنجليزية أم تم تقليص عددها أو تخفيض ضغط المباريات على الأندية واللاعبين؟ هل أن قوة الدوري وسمعته تعني قوة المنتخب ونجاحه فنياً ومعنوياً؟.. الإجابة هي (لا).
* تغيَّرت قناعات الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وأقر مسؤولوه أنه لا بد من التعاقد مع مدرب أجنبي متمكن قادر على قيادة دفة المنتخب الذي يمتلك أندية كبيرة ونجوماً كباراً قادرين على تحقيق طموحات الشارع الإنجليزي، وتم بالفعل الابتعاد عن تلك الآراء المتعصبة التي ترى أن التعاقد مع مدرب أجنبي هو ضربة موجهة للكرة الإنجليزية وتاريخها العريق.
* عرف الإنجليز الداء وباشروا بسرعة بإيجاد الدواء، وتم التعاقد مع المدرب الإيطالي الكبير فابيو كابيلو الذي يمتلك تاريخاً ذهبياً مع أندية ميلان واليوفنتوس وروما وريال مدريد، فهذا المدرب - الذي ما إن يحل مدرباً لأحد الأندية إلا ويصنع الأمجاد ويحقق البطولات - عرف كيف يضع المنتخب الإنجليزي على الطريق الصحيح.
* منتخبا إسبانيا (بطل أوروبا) وهولندا حققا العلامة الكاملة مثل المنتخب الإنجليزي تماماً، ولا يوجد أي منتخب عالمي حقق العلامة الكاملة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حتى الآن سوى إنجلترا وإسبانيا وهولندا مما يدفعنا لوضعهم على رأس قائمة المرشحين للفوز بكأس العالم حيث إنهم تفوقوا بلغة الأرقام التي نادراً ما تخطئ، وبالإضافة لهم هناك العملاقان المعتادان إيطاليا (بطلة كأس العالم 2006) والبرازيل متصدرة الترتيب العالمي للفيفا، وفي حال فوز أي منتخب خارج هذه القائمة فإن فوزه سيكون مفاجئاً للنقاد والمحللين نظراً لبعد بقية المنتخبات عن تقديم المستويات الفنية المقنعة في مباريات التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا2010م.
* فرنسا وكرواتيا ورومانيا والتشيك والبرتغال والسويد فرصهم في التأهل صعبه للغاية وغيابهم يعني غياب العديد من النجوم العالميين الذين تعودنا أن نشاهدهم في بطولات كأس العالم، وأبرز هؤلاء النجوم تيري هنري وفرانك ريبيري من فرنسا، وإبراهيموفيتس من السويد وكريستيانو رونالدو من البرتغال، فهذا هو حال كرة القدم لا شيء على حاله يدوم إلا بالعطاء والعمل الجاد والجهد الوفير بالإضافة لتوفر عوامل التوفيق والنجاح.
للتواصل عبر الإيميل:
Khaled_altayyash@hotmail.com