أروع ما تنتجه لنا المواقف الصعبة والانكسارات الطارئة هو انكشاف حقائق كثيرة كانت تخفيها الابتسامات المخادعة والمجاملات المزيفة، خاصة تلك التي لازالت تقاتل بشراسة أحياناً خلف الستار وأحايين عبر (كوبري) بشري يمرر لها ما تعجز عن قوله أو بالأحرى ما يختلج داخل قلوبها المريضة..
خرج الأخضر السعودي من سباق التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة، فوجدها البعض فرصة سانحة بل لا يمكن تفويتها لإحداث شرخ وهز ثقة المجتمع الرياضي بقياداته ومسؤوليه عبر (البربرة) والتخفي من وراء ستار الشبكة العنكبوتية، لدرجة أنّ هناك من يروّج أن غالبية المجتمع السعودي (مبسوط) من خروج الأخضر من التصفيات كنتيجة حتمية لل(الحقن) المتكرر للمجتمع الذي غرق بدون قصد داخل بحر التعصب المتفجر بين الأندية..!!
في هذه الظروف يجب أن يكون المنطق حاضراً والتعامل مع الأحداث عقلانياً وعادلاً لكي نصل لدرجة القبول وقبلها الإنصاف لكافة عناصر الحدث الذي يتكرر للمرة الأولى منذ العام 1994م،
القيادة الرياضية طوّقت عنق وطنها بسجل حافل من الإنجازات التي لم يسبق لأي دولة آسيوية أن حققتها، فلم تغب عن مسرح النهائيات الآسيوية - سوى مرة واحدة - منذ أكثر من عشرين عاماً مقرونة بثلاث بطولات وأربعة إنجازات تتضمن التأهل لكؤوس العالم في أمريكا وفرنسا واليابان وكوريا وأخيراً ألمانيا مع ألقاب خليجية وعربية وبطولة للتضامن الإسلامي، فكانت القيادة نعم المؤتمن والموثوق على رياضة الوطن طوال السنوات الفارطة وحتى اللحظة التي خرج بها المنتخب أمام البحرين متعادلاً، كان الأخضر يتجاوز كافة الإحباطات الفنية والإصابات المتلاحقة والظلم التحكيمي بعزيمة الرجال المحبين لوطنهم..
الشامتون بالأخضر والذين يهرولون وراء النظرة السوداوية تجرهم العاطفة وكثير من (الحسد) وتطبيق (عليهم عليهم .. معاهم معاهم) هم في واقع الحال انطباعيون في الكثير من انتقاداتهم لا يقدمون سوى قشوراً من السلبيات دون إيراد حقائق أو أرقام أو إحصاءات أو حتى رجوع للمصادر لتتويج تلك الانتقادات بصورة المصداقية أمام المجتمع الرياضي مما يجعلها لا تدوم طويلاً..!!
لا أريد أن أخدع نفسي وأدافع عن القيادة الرياضية وأؤكد أنها لا تخطئ فهذا ديدن العمل الناجح أياً كان مجاله، لكن من المنطقي أن أقف مع قيادات أسعدتنا وعملت على أن نكون رؤوساً مرفوعة في كل المحافل الآسيوية والعربية والخليجية وهو ما تحقق ولازال يتحقق من وقت لآخر..
المنطق يفرض أن نكون (فرساناً) نعترف بقوة خصومنا ونتقبل انتصاراتهم كما يسعدنا الانتصار عليهم، لاسيما وان كانت الظروف تقف سداً منيعاً أمام أي خطط استقرار كان مخطط لها..
تصويبات
- مداخلة الأمير نواف بن فيصل عبر القناة الرياضية (برنامج فوانيس) وتقديمه الاعتذار للشعب السعودي على الخروج من التصفيات هو ديدن (الفرسان) وليس بمستغرب على سموه مواجهة كافة الأحداث بشفافية ووضوح
- أفسدوا لاعبينا وجعلوهم مدمنين (للدلع) ولا بد من إيقاف هؤلاء قبل تكاثرهم الله لا يكثرهم..!!
- شخصياً أنا مع بقاء بوسيرو على اعتبار أن إقالته ستعطي انطباعاً لدى اللاعبين بأنه المتسبب الوحيد بالخروج من التصفيات وهذا ما لا يجب أن يكون..
- ياسر القحطاني .. عليك بمراجعة نفسك كثيراً وأن تجتهد أكثر لتعود لمستواك الحقيقي فما تقدمه لا يرضي طموح جماهيرك المحبة، وتأكد أن الجمهور لا يرحم أبداً..
قبل الطبع
شكراً سلطان .. شكراً نواف ... جهودكما كبيرة وتاريخية ولا يتجاوزها إلاّ عاق أو من في قلبه مرض..
msultan444@hotmail.com