ابتلي الإسلام، وامتحن المسلمون منذ القرن الأول بقوم يدَّعون الانتساب إلى الإسلام، ويزعمون التمسك بالدين، وأنهم على الحق وما عداهم على الباطل، بينما هم - كما قال عنهم نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم -: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)، وأنهم الباطل بعينه، وقد عانت دولة الإسلام منهم الأمرّين، وكان من ضحاياهم خيار صحابة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل رابع الخلفاء الراشدين (علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -) الذي اغتاله الخارجي عبدالرحمن بن ملجم في طريقه لصلاة الفجر.
|
ومن هؤلاء القوم خوارج هذا العصر، وهم فئة ضالة مضلة، ابتليت بها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، وقد سعت هذه الفئة جهدها للإفساد في الأرض، إلا أن يقظة أجهزة الأمن - بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظهم الله - حالت بينهم وبين تحقيق غاياتهم أو تنفيذ مآربهم؛ فكانت أجهزة الأمن لهم بالمرصاد، حيث أبطلت كيدهم، وكشفت زيف أفكارهم، وفضحت مخططاتهم الهدامة؛ فخسروا الدنيا والآخرة، ذلك الخسران المبين.
|
وإن من توفيق الله - عز وجل - وتأييده لهذه الدولة المباركة أنها مؤسسة على التقوى لا يضرها كيد الكائدين ولا يضيرها عبث المفسدين - بإذن الله -، ومن التأييد المبين لهذه الدولة الراشدة أن ردَّ الله كيد الكائدين في نحورهم، وجعل تدبيرهم تدميراً لهم؛ فكلما أوقدوا ناراً للفتنة أطفأها الله؛ فصارت مخططاتهم وبالاً عليهم، ورغم كيدهم الدائب، وسعيهم المستمر للفساد والعمل الدائم لنشر فكرهم الضال، فقد عملت الدولة جهدها لاحتوائهم، وقبول التائب منهم، وبذلت في سبيل تحقيق عودتهم للطريق القويم الشيء الكثير، ولم تدخر في ذلك وسعاً؛ لعلهم يرعوون عن غيهم ويرجعون عن فكرهم المنحرف، ويقلعون عن سعيهم في الفساد، ولكنهم استمرأوا البغي، والبغي مرتعه وخيم.
|
ومن كيد هذه الفئة الضالة وسعيها الدائب للإفساد في هذا البلد المبارك، استهدافهم لأخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - حفظه الله من كل سوء ومكروه - عندما استغل أفراد هذه الفئة الدعوة لهم للرجوع عن غيهم، والوعد بالعفو عنهم بادعاء التوبة لأحد أفرادهم، ولقد أبطل الله كيدهم؛ فكان وبالاً عليهم، وحمى الله سموه من كيدهم ووقاه شر مكرهم، وذهب الغادر ضحية غدره، وحيل بينهم - ولله الحمد والمنة - وبين ما يشتهون، كما فعل بأشياعهم من قبل، وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيراً، وكفى الله المؤمنين شرهم.
|
فحال المملكة مع هذه الفئة يبينه أتم البيان ما حصل بين أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وبين هذا الغادر؛ فسموه يريد له الحياة والسلامة والخير وهو مبيت الغدر، ومبطن المكر السيئ، وشتان بين الحالين، كما قال الشاعر:
|
أريد حياته ويريد موتي |
شتان بين مراده ومرادي |
وما علم هو ومَن على شاكلته أن الله - عز وجل - يقول: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، وفي هذه الحادثة عبرة لكل معتبر، وآية على سلامة منهج هذه الدولة المباركة، وصحة مبدئها.
|
لقد كانت محاولة الاعتداء الآثمة العاثرة تجديداً وتأكيداً على عظيم المحبة والمنزلة الرفيعة التي تبوأها أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في قلوبنا جميعاً نظير جهده المتميز وعمله الدؤوب في خدمة وطنه؛ فلله الحمد في الأولى والآخرة، حيث أظهر سبحانه جميل لطفه بسموه؛ فحفظه من آثار هذا التفجير الآثم، قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ) وقال جل شأنه: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ).
|
كما أن ردود الفعل الواسعة المستنكرة والمدينة لهذه الفعلة النكراء، والجريمة الشنعاء، سواء على الصعيد الداخلي أو على المستوى العالمي، ووصفها بما تستحقه، لتثبت بما لا يقبل الشك أن هذه الفئة الضالة ليس لها عمق داخلي، ولا سند من الحق، ولا أساس في الوطن، وأن مَن شايعهم، أو هو على شاكلتهم، أو تعاطف معهم - كما قال سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - معثور بحول الله وقوته.
|
وإنني إذ أكتب هذه الكلمات تعبيراً عن التقدير والمحبة لأخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي تزيد مكانته بمرور الأيام وتتابع الإنجازات الأمنية في ظل توجيهات قادة هذه البلاد المباركة الذين أهنئهم بسلامة سموه، كما أهنئ كل واحد من رجال الأمن وجميع أفراد الشعب السعودي الوفي بسلامة سموه من هذه المحاولة الآثمة.
|
وفي الختام أسأل الله العلي العزيز أن يؤيد هذه الدولة المباركة بالعز والتمكين، وأن يحمي قادتها الغر الميامين سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسيدي ولي العهد الأمين، وسيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ويقيهم من كل سوء ومكروه، وأن يديم على هذه الدولة الراشدة ومواطنيها البررة الأوفياء نعمة الأمن والرخاء، واستمرار الاستقرار والازدهار.. إنه سميع مجيب.
|
* وزير الدولة عضو مجلس الوزراء |
ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء |
|