لقد أصيب الشعب السعودي بل والعالم كله بذهول كبير وصدمة عظيمة من جراء ذلك التصرف الأرعن الذي أقدم عليه أحد عناصر الفئة الضالة الخبيثة والذي أظهر مدى الخسة والخيانة التي يتمتع بها هؤلاء الخوارج الضلال الذين قد أبان لنا أمرهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم حين وصفهم بقوله:
(يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما ليقتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيادمة) أخرجه الشيخان.
وفي بعض الروايات يقول صلى الله عليه وسلم (هم شر الخلق والخليقة) قال الإمام محمد بن الحسين الأجري رحمه الله لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء عصاة لله عز وجل وإن صلوا وصاموا واجتهدوا في العبادة فليس ذلك بنافع لهم.أي جرم أعظم من هذا الجرم الذي فعله هذا الخارجي المارق، أي عمل خبيث حقير بعد هذا العمل، يفتح لهم ولاة الأمر قلوبهم ومنازلهم ويحاورنهم بالكلمة الطيبة والأخلاق الحسنة يعتبرونهم أبناء فيبرهنون أنهم أعداء بل زادوا حتى على الأعداء حين قابلوا الإحسان بالإساءة والغدر والخيانة.إن ما فعله هذا المارق من خيانة استهدفت علماً من أعلام بلادنا وحصناً من حصونها وعليه تقع مسؤولية أمنها وحمايتها إنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية الإنسان، المواطن، المسؤول، والذي أظهر حواره الهاتفي مع ذلك الخارجي نبل الأمير وإنسانيته وحرصه وحنان أبوته فقابل الخائن ذلك كله بالغدر فكان جزاءه في الدنيا الخزي والعار وكره وغضب العالم كله واستنكاره واستهجانه لذلك الفعل القبيح والعذاب الأليم في الدار الآخرة.. قال صلى الله عليه وسلم (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تحسا سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً) وفي الحديث القدسي: (عبدني بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة) أين العقيدة أيها الضلال؟.. أين الإيمان بالله الواحد الأحد لقد أثبتم للعالم أجمع جهلكم بهذا الدين الذي تنتسبون إليه وتتمسحون به أي منهج تعلمتموه يبيح قتل الإنسان نفسه.لقد تعلم أبناء هذه البلاد المباركة في مدارسهم وجامعاتهم وحلقات التحفيظ في مساجدهم أن قاتل نفسه في النار وأصبح هذا المفهوم عقيدة في نفوسهم ففي أي المدارس تعلمتم العداء لهذا الدين والوطن فنحن براء منكم ومما تنهجون.
لقد فهم أبناء هذه البلاد المباركة الدليل الشرعي من الكتاب والسنة الدالة على حرمة الدماء المعصومة وتحريم الخروج على ولاة الأمر وبذل الغالي والنفيس من أجل الوطن وحماية مقدساته، ألم تقرأوا كلام ربكم القائل: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}
ألم تعلموا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا) وقوله صلى الله عليه وسلم: (من خلع يداً من طاعة لقي الله تبارك وتعالى وليست له حجة).. أنسيتم أن بلادنا المقدسة تضم الحرمين الشريفين بيت الله وحرمه الآمن ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن حمايتها والدفاع عنها من أوجب الواجبات على المسلم.. لقد ارتكب هذا الخارجي المأجور عدداً من المنكرات والمخالفات من أبرزها محاولته قتل مسلم معصوم الدم بل ومن ولاة الأمر الذين يجب احترامهم وطاعتهم، وثانيها الغدر والخيانة لمن استأمنه واستضافه في منزله وتلك صفة تأباها النفوس السليمة والشيم الأصيلة والخلق الإسلامي، وثالثها: قيامه بقتل نفسه وذلك محرم بنصوص الكتاب والسنة وفتاوى علماء الأمة المعتبرين قديماً وحديثاً والله يقول: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ)، ورابعها قيامه بهذا الفعل القبيح في زمن مبارك وشهر فضيل تضاعف فيه الحسنات وتنتشر فيه الرحمات.فمتى ينتهي حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام من أفعالهم القبيحة وأعمالهم المشينة لقد وضح الصواب أمامهم ولا يزالون في غيّهم سادرين، إنهم أصحاب فكر منكوس ومنطق معكوس انكشفت وسائلهم ووضحت مناهجهم الخبيثة وأصبحت حركاتهم مرصودة وتصرفاتهم معلومة، فعين الأمن تراقبهم وكره الوطن والمواطن يلاحقهم، إنهم فئة باغية ومجموعة ضالة يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
فإلى متى يكتوي الوطن بنيرانهم، متى تنقشع غمامة فتنتهم من الوجود متى يسلم الوطن وأهله من أذيتهم متى يعلم هؤلاء المارقون أن بلادنا واحة للأمة والأمان وأنها متميزة بتطبيق شرع الله في الأرض وأن دستورنا الكتاب والسنة وأن مساجدنا يملؤها الراكعون والساجدون.
مدير المعهد العلمي في محافظة رجال ألمع