إن من يتفكر في حادثة محاولة الغدر الغاشمة التي حمى الله فيها صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية يخرج بعدة حقائق ودروس فأولها حقيقة حماية الله له فقدرة الله سبحانه وعنايته ولطفه صيرت الحدث برداً وسلاماً على أمير الإنسانية فلا عجب فهو القائل سبحانه في محكم كتابه (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) فكان الغدر من الخائن والإحسان من الخالق سبحانه بأنه سلم الأمير كيف لا وقد سمع العالم أجمع المحادثة الهاتفية التي أظهرت لكل سامع حديث الأمير الإنساني الممزوج بالحس الوطني والأبوة الحانية على أبناء وطنه وغيرته عليهم وحرصه على ألا تتخطفهم أيادي الشر، فكان الإخلاص هو المنبع الخصب الذي لا ينضب لسمو الأمير كيف لا وقد سخر نفسه لخدمة دينه ومليكه ووطنه فحري بنا أن نفخر به ليس في بلدنا فقط بل نفخر به في أرجاء المعمورة فهو أهلٌ لأن يشار إليه بالبنان فلا عجب وهو ابن أمير الأمن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والذي واكب الحدث بشجاعته المعهودة ومواقفه البطولية حين أعلن استمرار فتح الباب أمام كل من يصدق بالتوبة ويرجع إلى رشده وأن هذه الحادثة لن توصد الباب أمامهم.
إن الشجاعة التي يتحلى بها سمو الأمير محمد لهي مثلٌ يحتذى به فهي ليست شجاعة القول أو الكتابة بل شجاعة العمل التي على أرض الواقع تترجمها جميع مواقفه الحية والمتأمل في الحدث والحديث الذي دار بين سمو الأمير والغادر يتجسد لنا نموذجاً قلما تجده مجتمعاً في شخص واحد إلا أنه اجتمع في شخص الأمير ألا وهو تعامله مع هذه الفئة الضالة واحتضانه لمن عقل ورشد منهم، وفي المقابل هم من يسعون للفساد والخراب وللنيل من أمن هذا البلد ولكن هيهات لهم وأنّى لهم وهذه الشخصية أقل ما يقال عنها إنها نموذج متكامل لشخصية جندت نفسها لأمن هذا البلد فهو من سهر ليله وأتعب نهاره في سبيل ذلك، فقد تذكرت المقولة التي قيلت في عمر رضي الله عنه عندما رآه رسول أحد الملوك نائماً تحت ظل شجرة فقال (عدلت فأمنت فنمت) ولسان الحال يقول أيها الأمير (عملت فأخلصت فأمنت) وأمنك الله، وفي الختام أسأل المولى جل في علاه أن يديم عليه حفظه من كل شر ومكروه وأن يسدد على الخير خطاه وأن يحفظ علينا أمننا وولاة أمرنا. وأختم كلامي بقول الله تعالى (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
إدارة سجون منطقة الرياض