أميرنا الغالي لو لم تكن تسير في الطريق الصحيح لما ظهر من يظهرون لك عداوتهم ويخالفون بذلك الحق ويعارضون الفطرة ويطيعون أهواءهم ومن أظل مما اتبع هواه، وهم بهذا بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير فقد عادوا قبلك خير البشر عليه السلام، وما غايتهم إلا الفتنة وتشتيت كلمه المسلمين، فهم أبعد ما يكونون عن العلم الشرعي والمعرفة بأمر طاعة ولاه الأمر وحرمة النفس وحرمة المكان وحرمة الزمان، ألم يتعرضوا إلى المغفور له الملك عبدالعزيز في الحرم الشريف غير مبالين بأي حرمة فأنجاه الله من محاولة الاغتيال ورد كيدهم في نحورهم.
وأقول لسموكم إن كان هؤلاء يجهلون الحق والطاعة وأمر البنيان المرصوص، فإن الفئة الأكثر وهم الشرفاء هي الفئة التي فجعت بخبر الحادث الذي دبر لسموك، الأمر الذي عكس حب وتقدير الشعب السعودي لشخصك لما تقوم به من أعمال جليلة في أمر عظيم ونعمة جليلة هي نعمة الأمن.
لقد اقترن اسمكم بالأمن وأصبحا متلازمين لا يفترقان، فكم سهرتم لينام المواطن مشمولا بإذن الله في قوله عليه السلام وعين باتت تحرس في سبيل الله، كم فكر هذا الأمير وكم خطط وكم أشرف وكم وجه، فقد بذل جهده وماله وفكره بل حياته من أجل أن يعم الأمن ويحل الأمان وكان ذلك جليا في موقفه الأخير يوم أن مد يده ليصافح الشر ويبادر إلى إصلاحه فكان الله له حافظاً ورد كيد الظالمين في نحورهم وحفظه وسلمه، فحمدا لله على سلامته.
أمير يقدم كل ما لديه من أجل السلام والحياة الآمنة ويخاطر بكل ما يملك بما في ذلك نفسه الغالية، فقد عرفت سموه من خلال زيارته لنا مواقعنا الأمنية فهو يستفسر عن أدق التفاصيل وعن التطورات وعن الأجهزة وعن أحدث المعلومات في جميع التخصصات الأمنية والجنائية والاجتماعية، وكأنه قد درس هذا العلم في أحدث الجامعات المتخصصة، كيف لا وقد تخرج من مدرسة سيدي نايف بن عبدالعزيز فلا ريب ولا شك في ذلك، وهكذا فقد احتل قلوب المتعاملين معه بقوه إيمانه وإخلاصه في عمله وتواضعه وكرمه وأخلاقه.
إن ما دفع بقلمي للكتابة عن سموه هو ذلك الشكر غير المنقطع النظير له على ما قدمه وما يقدمه من أمور مادية ومعنوية لكي يجعل بلادنا الغالية في أعلى قوائم الدول الأكثر أماناً في العالم، بما في ذلك تشجيعه وحثه على التدريب والتأهيل العلمي للعاملين بالمجال الأمني والذي شملني بموافقته الكريمة للابتعاث لنتسلح بالمعرفة والعلم بجانب أسلحتنا الإيمانية الراسخة القوية ولنقف أمام أعداء الله أعداء السلام لنحافظ على ديننا وأمننا وبلادنا وقيادتنا.
محمد فهمي حسن العلي
عضو هيئة تدريس بكلية الملك فهد الأمنية-ضابط مبتعث- برستون
MNHHMMDD@hotmail.com