لم نكن بحاجة إلى موقف كهذا يعرفنا إلى أين وصل الضلال بهذه الفئة الباغية من فساد فكري وتكفير وإباحة ما حرم الله فقد تعلمنا في دروس سابقة أنهم لا يأبهون بقتل الأنفس البريئة والاعتداء عليها وتدمير الممتلكات وترويع الآمنين فمناظر الدماء يبدو أنها باتت تستهويهم حتى لو كانت في شهر روحاني فضيل له أهميته عند المسلمين الأصحاء الذين لم يخالط عقيدتهم شوائب ومعتقدات كهؤلاء الحاقدين، غير أن ما حدث في الأمس من محاولة يائسة للاعتداء على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ما هو إلا تأكيد للمتعاطفين مع هؤلاء المجرمين ومن يقف خلفهم من منظرين ودعاة فتن وأصحاب فكر متشدد. إن هؤلاء ثلة مجرمة لا يراعون ديناً أو عقيدة أو حرمة من حرمات الله عز وجل، فالرسول صلى الله عليه وسلم حرم دم المسلم حيث قال في حجة الوداع (أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا) والشهر الذي يقصده هو شهر الحج، أما اليوم فنحن في شهر عظيم وجليل أخذ عظمته كونه شهر الرحمن الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى قال: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) ومن عظمته عند الله أنه قد خصص له باباً اسمه الريان حيث لا يدخل منه إلا الصائم، ومع كل هذه الفضائل التي تميز بها هذا الشهر الكريم فإنني لا أدري ما نوع الجهاد الذي يتبجح به هؤلاء المجرمون ويستبيحون به حرمات الدين ويستغلون به قدسية مثل هذا الشهر في ارتكاب المعاصي والكبائر، ولو كانت لهم عقيدة واضحة لما قام هذا المجرم بهذا العمل الإجرامي الكبير من اعتداء على غيره وتفجير وقتل نفسه من أجل أفكار خاطئة آمن بها وانحفرت في مخيلته الفاسدة ولم يراع أيضاً فيها كرم الأمير ونبل أصله الذي منحه الأمان ووثق به واستقبله بكل ترحاب في منزله وكان يوصيه على الصغار ويعده بأنه سيساعده ويساعدهم، ورغم هذا تجرد الشاب من طبيعته الإنسانية في هذا الشهر الفضيل وتحول إلى أداة بيد أعداء الوطن الذين استغلوا سذاجته واستخدموه كدمية لمحاولة تنفيذ مآربهم، تلك الخطط التي سبق وأن تحطمت على صخرة أبطال الداخلية وأسودها وحماة هذا الوطن الكبير وعلى رأسهم أسد الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وشبل الأسد ومهندس تفكيك شبكات الإرهاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الذي أعطى من وقته وجهده وتوجيهاته ومتابعته الشيء الكثير مما كان له أكبر الأثر في تحقيق نجاحات سابقة للداخلية بقيامها بضربات استباقية كانت السبب وراء إجهاض العديد من الجرائم التي كانت ستحدث لولا لطف الله عز وجل بحق الوطن ومواطنيه الأبرياء، فامض يا صاحب السمو بمطرقة من حديد تضرب بها على رؤوس الحاقدين الكارهين وسنمضي نحن وراءك جنوداً أوفياء فما دام (أمن) الوطن بخير كان (الوطن) ومواطنوه بألف خير، حفظ الله للوطن رجاله الأوفياء من أمثالك يا بطل الداخلية وبارك الله في حكومتنا الرشيدة وأدام الله عزك يا بلدي.
محمد راكد العنزي -محافظة طريف