Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/09/2009 G Issue 13498
السبت 22 رمضان 1430   العدد  13498
محمد بن نايف بن عبدالعزيز.. ممسكاً بغصن الزيتون

 

التداعيات الواسعة التي صاحبت المحاولة الإرهابية الفاشلة التي استهدفت أحد رموز الأمن في بلادنا الغالية سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، رسخت لدي معنيين عميقين، الأول: حالة اليأس والإحباط التي وصلت إليها فلول الإرهاب وذيول الفئة الضالة من واقع الحصار المتقن المفروض على تحركاتها وأهدافها التخريبية، والثاني: المواطنة الحقة التي عبرت عن صورة من أجمل صور تماسكها وانسجامها وولائها لدينها ومليكها ووطنها محبة لولاة أمرها ونبذا للسلوكيات الإجرامية المناوئة لديننا وتقاليدنا..

إن يد الأمن الضاربة لكل من تسول له نفسه النيل من مكتسبات ومقدرات بلادنا وهي تلاحق الإرهاب أينما وجدوا نجاحها في توظيف الضربات الاستباقية لتجفيف منابعه ضربت وضح المثل في قدرتها على فتح صفحة جديدة لأبناء الوطن الذين ضللوا عازمة على تحويل الأفكار السوداء، التي علقت في رؤوسهم بفعل تنظيرات الجهلة وأدعياء التدين من قادة الفكر الإرهابي إلى أفكار مليئة بالأمل، أفكار تسهم في بناء مرافق الوطن وتعلي من شأنه بين الأمم فنشطت وزارة الداخلية بقيادة ربانها الماهر نايف بن عبدالعزيز ونائبه الفذ أحمد بن عبدالعزيز لإطلاق ثقافة المناصحة والمراجعة عن طريق علماء العلم الشرعي والثقافة الفقهية حيث وجد هؤلاء العلماء الكثير من المغالطات الفكرية والمواقف المنحرفة التي يعمل من خلالها هؤلاء المخربون وتم تلقينها لهم من قبل رموز الجهل والضلال، واستطاع الأمير محمد بن نايف أن يدير هذا الملف الشائك بخبرته المعهودة ومواقفه المتسامحة حتى استفاد الكثيرون ممن انخرطوا في جوقة الفكر الإرهابية مما وفرته لهم وزارة الداخلية من فرص مواتية للرجوع عن الضلال والانتباه إلى ما يضمره أعداء الدين من فظائع في سبيل تحقيق مآربهم السيئة وبضرورة الاستجابة لنداء الوطن والمواطنة والعقل السليم.

وعلى مستوى هذا السلوك الممزوج بالنبل والتسامح والإنسانية ونقاء الفطرة الذي طرحه الأمير محمد بن نايف كأجندة عمل لتهيئة الذين رجعوا عن مستنقعات الفكر الآسن للانخراط في مسيرة البناء الظافرة لدولتنا كان هناك خطط يحبكها الشيطان في الظلام يسول بها لبعض المتربصين بهذه البلاد الفتية، كان الشيطان يلقنهم: لماذا لا تستفيدون من هذه الفرصة التي أتاحها لكم محمد بن نايف في منزله في هذا الشهر الفضيل، لماذا لا تستهدفونه شخصيا؟ فكان ذلك الفعل الشائن الذي لا يرقى لأي فضيلة أو أخلاق لأنه كما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز ليس في قلوبهم دين ولا مواطنة ولا خوف من الله.. لقد قابل ذلك الانتحاري قيم النبل بمسلك اللؤم واليد الممدودة بالتسامح بيد لا تعرف إلا الخراب والدمار.

لقد هز هذا الحادث الغريب قناعات كثيرة لدى المواطنين لذا أعقبته ردود فعل حانقة على زمرة الفساد وبضرورة الرجوع عن نهج التفاكر والتناصح ولكن أمير الأمن والأمان هدأ من خواطر مواطنيه الذين انفعلوا ببشاعة ما حدث مذكرا بأن الهجوم الفاشل لن يغير إطلاقا من سياسة فتح الباب للتائبين أن يعودوا ويقولوا ما لديهم للمسؤولين بل سيكون نهجا مستمرا ليقدم بذلك سموه الكريم درسا بليغا في ثقافة التعامل مع الأحداث بما يمليه الضمير الحي ومصلحة البلاد والعباد. فكانت وقفة العالم أجمع بما حمله من إدانة وشجب واستنكار واسع لهذا الفعل الإجرامي، ومن مشاطرة واضحة لأفكار الأمير نايف بن عبدالعزيز، في استمرار الحوار بما اعتبروه منهج عمل يرقى ليكون خطة عمل في كيفيات مجابهة الفكر الإرهابي.

إن الوقفة الرائعة لمواطني مملكتنا الغالية مع قيادتهم في وجه الإرهاب عبرت بصدق عن فهمهم العميق لمرامي الإرهاب والإرهابيين وأهدافهم المستترة تحت شعارات خاسرة حقا واستهدافهم لإنجازات هذا الوطن الأبي، ونيتهم لكبح تقدمه وزعزعة استقراره بما يمثله من واحة للأمن والأمان كما أنها ترجمت التخبطات التي تعيشها الفئات الضالة فوغر في صدورهم النجاحات الداوية التي حققها الرجل الشامخ الشجاع محمد بن نايف في ضرب مخططاتهم وملاحقة غدرهم وخيانتهم فكان أن استهدفوا سموه الكريم متجردين من أي أخلاق وإنسانية في شهر يتقرب المسلمون فيه بفضائل الأعمال إلى رب العالمين وهم لا يعرفون أنهم استهدفوا في شخصه الكريم كل مواطني المملكة العربية السعودية.

حتى الله بلادنا وقيادتنا ومنجزاتنا وأمتنا من كل سوء وجعل كيد المفسدين في نحورهم.

عبدالله بن صالح بن هران آل سالم-جدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد