عندما يمتدح عمدة لندن الإسلام والمسلمين في بريطانيا في هذا الوقت العصيب الذي يتم فيه تشويه صورة الإسلام حتى من قِبل بعض المسلمين، أعتقد أن ذلك حدث مهم يستحق أن يُحتفى به! وهو تصريح شجاع وكلمة حق لم يثنه عن قولها ما قد تسببه له من مشكلات من المؤسسات والدوائر التي تخالفه الرأي، لكن المسلمين هناك (أجبروه) بحسن أخلاقهم وسمعتهم لأن يقول الحقيقة عنهم وعن الإسلام حيث قال أثناء إفطاره معهم خلال زيارة قام بها إلى (مسجد شرق لندن وإلى مركز مسلمي لندن) بمناسبة حلول شهر رمضان: إن الإسلام في قلب كل مناحي المجتمع وإن مشاركة المسلمين تعود بالنفع على جميع سكان لندن فهناك رجال شرطة مسلمون وأطباء وعلماء ومعلمون وهم يشكلون جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع في لندن.
في هذه الحالة لن نقول و(الحق ما شهدت به الأعداء) كما هو المثل المعروف لكننا سنقول إن الحق هو ما شهد به من يختلفون عنا في معتقداتهم ومع ذلك لا يجدون غضاضة من قول الحقيقة بشجاعة يفترض أن المسلمين في كل أصقاع الدنيا - أفراداً ومنظمات- يرسلون برقيات الشكر والامتنان لهذا الموقف الصادق والنبيل من عمدة لندن السيد (بوريس جونسون).. فنحن مثلما نهب في وجه فيلم أو رسوم تنال من ديننا أو رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، يفترض أن نبادر إلى شكر أصحاب المواقف الإيجابية مع المسلمين المغتربين عن ديارهم والذين لا يصدر لهم المسلمون الآخرون في بلدان المشرق والمغرب إلا ما يُسيء لهم من خلال أخبار التفجير والاقتتال التي تظهر الإسلام على غير ما هو عليه، فمع كل عملية إرهابية يقوم بها (كاميكازي) القاعدة المنتحرون الذين حتى الآن لا يُذكر لهم عمل واحد خدموا فيه الإسلام والمسلمين.. فكل أعمالهم وأفكارهم تنصب على كيف يمكن للشخص أن يلبس الحزام الناسف.. أو يستطيع أن يدخل في جسمه قنبلة تفجره وتنتهك حرمة جسده، لذلك فهم أشد خطراً على الإسلام من أعدائه التقليديين!
المسلمون في بريطانيا وفي بلدان أخرى يعانون مرتين.. أولاً: من مواقف عنصرية من بعض الفئات، وثانياً: من تلك الصورة السلبية التي تلاحقهم بسبب أعمال الإرهابيين الذين عقدوا صفقه مع الموت والدمار.. ورغم تلك الأعمال الإجرامية التي لن يكون مستغرباً لو أضعفت موقفهم إلا أنهم وبجهودهم الذاتية وبتمسكهم بالإسلام الصحيح يحققون نصراً تلو الآخر لهم وللإسلام.. وما حديث عمدة لندن في هذا الوقت إلا شهادة يجب أن تسر المسلمين في كل أنحاء العالم!
alhoshanei@hotmail.com