آخر مراوغات نتنياهو، رئيس وزراء العدو الاسرائيلي، طلبه من الجهات الحكومية في الكيان الصهيوني تسريع الاستيطان قبل أن (يفرض) عليه حليفته الولايات المتحدة الأمريكية تجميد الاستيطان فترة محددة حتى يتمكن هذا الحليف من مقايضة هذا التجميد بالتطبيع مع العرب..!
موقف يندرج ضمن إستراتيجية تورطت فيها أمريكا عن فهم أو غير فهم، بحيث أصبح وقف الاستيطان وكأنه المطلب الذي يحقق السلام في المنطقة العربية.
التوسع في الاستيطان وفرض المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية نتاج سلبي للاحتلال؛ فلولا الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهضبة الجولان وقبلها شبه جزيرة سيناء، جاء نتيجة احتلال الإسرائيليين هذه الأراضي، والتصرف بها وكأنها ممتلكات خاصة بهم، وهو ما تعارضه نصوص القانون الدولي التي تمنع التصرف بالمناطق المحتلة ويحق للعرب أن ينظفوا أرضهم في هذه المستعمرات بعد أن يحرروا أراضيهم، وقد نجحت مصر في ذلك بعد تحرير شبه جزيرة سيناء، إذ أغلقت جميع مستعمرات صهيون، وبإمكان العرب في سوريا أن ينظفوا أرضهم في هضبة الجولان من هذه المستعمرات فور تحريرها، وكذلك يستطيع الفلسطينيون فعل ذلك في الضفة الغربية، مع أنهم استطاعوا تنظيف مدن غزة وخان يونس ورفح من هذه المستعمرات رغم الاحتلال.
إذن، فإن جعل موضوع المستوطنات أو المستعمرات، وكأنه الهم الأكبر والموضوع الرئيس لتحقيق السلام بين العرب وإسرائيل وفرض التطبيع على العرب، ثمناً لوقف جزئي للاستيطان إضعاف للموقف العربي وإبعاد العرب والفلسطينيين عن هدفهم أساسي، والذي يجب أن يكون الحديث محصوراً فقط عليه، وهو تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية التي استولى عليها يوم الخامس من حزيران عام 1967، وغير ذلك كله قشور، وإلهاء للعرب وابتزاز لهم سواء عن قبل إسرائيل أو حتى أمريكا.
***