Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/09/2009 G Issue 13491
السبت 15 رمضان 1430   العدد  13491
رفع شكره وتقديره على عطف مساعد وزير الداخلية
والد المنتحر يستنكر عبر (الجزيرة) ما قام به ابنه لمحاولة اغتيال الأمير محمد

 

الجزيرة - سعود الشيباني-تصوير - سعيد الغامدي

(لا إله الله إنا لله وإنا إليه راجعون تكفى يا ولدي إبراهيم أنت وإخوانك السعوديين عود إلى آبائكم وأهاليكم ووطنكم ودينكم وولاة أمركم اتقوا الله في ضعفنا وكبرنا اتقوا الله في آبائكم وأمهاتكم تكفون... تكفون..... ترى تكفى تهز الرجال عود لوطنكم لا تصبحون أدوات هدم في أيدي الحاقدين على أهاليكم ووطنكم خذوا عبرة من الدول التي انتشر بها الخوف والنزاعات والتناحر).

بهذه الكلمات بدأ الشيخ حسن بن طالع عسيري حديثه ل(الجزيرة) ظهر أمس بمنزله بحي الجزيرة شرق مدينة الرياض قائلاً: نحمد الله على سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من محاولة الاغتيال الآثمة التي أقدم عليها ابني عبدالله بدعم من أعداء الوطن فوالله إنني لم أصدق أن ابني عبدالله يقوم بهذا العمل الخطير خاصة وأنه معروف عنه العطف والطيبة وكان هادئاً مطيعاً ولكن غرر به أعداء الوطن والسعوديين وأصبح معول هدم عبدالله يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً وكان يدرس بكلية المعلمين بالرياض تخصص شريعة وقبل ثلاث سنوات لاحظت أفكاراً غريبة عليه فقمت بتسليمه للمباحث بعليشة وبعد ذلك لم أسمع عنه إلا بعد هذا الخبر المروع والخطير ولكنني أستغرب أشد الاستغراب فكيف لشاب خلوق هادئ الطباع معروف عنه حب الخير ومساعدة الناس وبقدرة قادر يقتل نفسه بالنار ويستهدف رجلاً يسهر الليل والنهار لخدمة وطنه ودينه وولاة أمره فنعمة الأمن لا تقدر بثمن ونحن نعيش رغد عيش وأمن يصعب أن يجدها غيرنا.

وقال الشيخ عسيري: تلقيت أمس الأول اتصالا من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وقدم تعازيه في وفاة عبدالله وكان نعم الرجل القيادي بالرغم من المحاولة الخطيرة التي تعرض لها سموه ولكن قابلها حفظه الله بالتسامح حيث قدم لي وزوجتي وأبنائي التعازي بما حل بنا من مصيبة جراء العمل المشين الذي ارتكبه عبدالله في حق دينه ووطنه وسأل سموه أن يلهمنا الصبر والسلوان مؤكداً سموه عبر الاتصال الهاتفي أن الدولة لا تأخذ المواطنين بجريرة ما يرتكبه أبناؤهم وأنها دوما تفتح أبوابها لكل من لديه رغبة العودة لطريق الحق والصواب مشيراً سموه إلى أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقضي بالتعامل الحسن والمثالي مع جميع العائدين إلى جادة الصواب.

وأضاف المواطن عسيري أن اتصال الأمير محمد بن نايف خفف من حزننا بكرمه واتصاله علينا مشيراً إلى أنني طلبت من سموه أن أقوم بزيارته وتهنئته بالسلامة ولكن الأمير أكد لي أنه سوف يتواجد بمدينة الرياض بعد أسبوع وسوف يطلبني وحقيقة غمرني سموه بكرمه وعطفه وحلمه.

وقال الشيخ حسن عسيري: إن ما فعله عبدالله وإبراهيم أصابني بحالة نفسية سيئة للغاية أنا ووالدتهما فكان من المفترض أن يجاهد ابني على متابعتي ووالدتهما حيث العمر كبر ولا نستطيع التحرك وقضاء متطلباتنا إلا بمساعدة أبنائنا ولكن للأسف أغوى الشيطان عبدالله وإبراهيم وشقا عصى الطاعة وسلكا طريقا دخيلا على الإسلام والمسلمين.

وبين عسيري بقوله: والله إنني لم أرتح طوال الثلاث سنوات الماضية بسبب ما فعله عبدالله وإبراهيم.

وتساءل الشيخ حسن عسيري قائلاً: ماذا أفعل؟ لتكون أنت والمواطنين في مكاني ماذا أفعل لأعيد ابني إبراهيم لجادة الحق والطريق الصحيح يا إخواني المواطنين أرجو أن تقدروا ظروفي ما فعله ابني عبدالله لا أحد يرضاه أبدا وكذلك إبراهيم الذي ما زال فارا عن عيون العدالة.

وقال عسيري: إنني عملت في خدمة وطني (38 عاماً) في القوات المسلحة وعملت في أكثر من منطقة بمناطق المملكة طاعة لمسؤولي ولخدمة وطني وولاة أمرنا ولم يصدر مني أي عقوق ضد الوطن والمواطنين ولكن نحمد الله على قضائه وقدره.

وقال الشيخ عسيري: لدي الآن ثلاثة من الأبناء أكبرهم محمد فهو يقوم على رعايتي أنا وأمه وإخوانه ونتمى من الله أن يهدينا ويصلح لنا ولكم الذرية.

وكرر في ختام حديثه قائلاً: أعتذر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية ولجميع أفراد الأسرة الحاكمة ما بدر من عبدالله وهذا العمل لا يرضى به الجاهل قبل العاقل وأردف قائلاً: يا إبراهيم اتق الله فينا وفي نفسك حرمتمونا النوم والسعادة في الدنيا نظرات الناس تحرق قلوبنا ارجعوا لجماعتكم وأهليكم ولمسؤوليكم لا تتركوا الشيطان وأعوانه يلعبون بكم تكفون راعوا كبر سني ومرضي.

ونحمد الله على سلامة الأمير محمد بن نايف وأن يغفر لنا ولكم ويهدينا ويهدي أبناء المسلمين. وتحدث إبراهيم عسيري خال عبدالله بقوله: إننا جميعا نستنكر ما قام به عبدالله من فعل مشين حيث إن هذا العمل يصعب على كل رجل أن يصدقه فهو عمل غير مشرف ولا يرضي الله ولا المسلمين فالأعداء غرروا بعبدالله وجعلوه أداة تفجر بأيدي الأعداء ضد الوطن ورموزه. وطالب إبراهيم من ابن شقيقته أن يعود إبراهيم لرشده ويتقي الله في وضع والديه الصحي فهما بحاجة ماسة لرعايتهما وأكبر جهاد هو القيام على شخصين غزى الشيب رأسيهما وأصبحا لا يستطيعان قضاء أمورهما إلا بمساعدة آخرين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد