يقول ربنا جل علاه {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}(43) سورة فاطر، {فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}(10)سورة الفتح صدق الله العظيم وسبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، إن حادثة الغدر التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، فيها كثير من المواعظ والعبر على قدرة الله سبحانه وتعالى على الموت والحياة للعباد؛ ففي هذا الشهر الفضيل قام أحد أفراد تنظيم القاعدة من خوارج العصر، بالادعاء أنه تائب من فكره الضال ويطلب الأمان على حياته ومقابلة المسؤولين عن الأمن في بلاده، فقبل طلبه، وبدلا من أن يقابله أحد رجال الأمن التابعين لوزارة الداخلية قام الأمير محمد بن نايف بمقابلته في منزله لرفع معنوياته، فكان جزاؤه الغدر به بواسطة الانتحار بتفجير نفسه الذي يحرمه ديننا الحنيف وتأباه الأخلاق والشرف والشهامة العربية، فخابت آمال من بعثه وتمزق جسده أشلاء، وحفظ الله جميع من في المجلس من عباده الآمنين بما فيهم المستهدف بالتفجيرات الذي لا يبعد عن هذا الإرهابي إلا بضعة أمتار قليلة، فانكشف التضليل وبان المستور واتضح بأن قادة القاعدة وأتباعهم الذين يدعون الإسلام باللسان والمظاهر الكاذبة ويبطنون في ضمائرهم الحقد والغدر وقتل المسلمين الآمنين في بلادهم مما يدل على أنهم دمى تحركها أياد خفية لتدمير الإسلام من داخله خدمة لأهداف ومخططات أعداء الله ورسوله صهاينة العصر من اليهود والنصارى، وهناك علامات تعجب عن تنظيم القاعدة الذي لم يظهر إلا بعد مسرحية تفجيرات نيويورك بأمريكا بعد انتهاء الحرب الباردة وتفرد الصهيونية العالمية في التحكم بأسلحة الدمار الشامل النووية والجرثومية وبالمال والإعلام في أنحاء العالم، وتبنى تنظيم القاعدة هذه التفجيرات وقاموا بتضليل الجهلة والمتخلفين من أبناء المسلمين باسم الدين لارتكاب أعظم الجرائم ضد المسلمين فقط بالغدر والانتحار وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق، دون أن يردعهم دين أو ضمير، والسعي في تقويض الأمن والأمان في البلاد العربية والإسلامية لإثارة الضغائن والأحقاد بين الحاكم والمحكوم، ولبث الفتن والنعرات الطائفية لتفريق الشعوب العربية والإسلامية بالمذاهب والمعتقدات الدينية والسياسية الصالح منها والضال، لإشغالهم عن أعدائهم بحروب أهلية لها بداية وليس لها نهاية تمكنهم من إعادة الاستعمار من جديد واحتلال بلاد المسلمين السنية، كما حصل في أفغانستان والعراق، وتقوية المذهب الرافضي الصفوي المجوسي في بلاد المسلمين، فيصبح الخونة والعملاء الذين تربوا في أحضانهم حكاما لهذه الدول الضعيفة والغنية بمواردها الاقتصادية ومواقعها الإستراتيجية، فيخدمون أهدافهم ومصالحهم أكثر مما كان يخدمها مندوبهم السامي زمن الاستعمار السابق، ومنظمة القاعدة ومنتسبوها ومن يدعمهم يساعدون الأعداء على تحقيق هذه الأهداف؛ سواء كان ذلك عن جهل وتخلف وعدم معرفة لدين الله الحنيف أو عن إصرار في الخيانة والعمالة لخدمة أهداف ومخططات الأعداء، وإلا: لماذا لم تقم الصهيونية العالمية بتجنيد العملاء الذين يتبنون هذا الفكر الضال فيدلون على أماكن قادة القاعدة كما فعلوا مع الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي في فلسطين المحتلة؟!
ولماذا يقتصر نشاط منظمة القاعدة في الإرهاب والتفجيرات والقتل على بلاد المسلمين فقط بينما المعتدون على الإسلام والمسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق يعيشون في أمن وأمان لا يصيبهم أي أضرار من إرهابهم وتفجيراتهم الكبيرة التي تحصد آلاف المسلمين الأبرياء؟!، ولماذا لا تقوم القاعدة بتفجيراتها في بلاد المعتدين؟؟ ولماذا لم تظهر منظمة القاعدة تقنية التفجيرات إلا بعد دخول جيوش الاحتلال للمناطق الإسلامية؟! ولا يخفى على المحتلين أصحاب النفوذ الكبير معرفة مصادر من يقوم بتمويل القاعدة.
والحمد لله أن الشعب السعودي من المؤمنين الموحدين يقفون صفا واحدا مع قيادتهم الحكيمة وولاة أمورهم بعد الله ضد أي معتد على دينهم وبلادهم، وهم من أفضل حكام الدول العربية والإسلامية في هذا العصر قاموا مع أبناء شعبهم بتأسيس هذا الصرح الشامخ المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز، وشيدوا أعظم وحدة في العصر الحديث بعد الفرقة والشتات في هذه الجزيرة، وأصبحوا الأمناء على المقدسات الإسلامية فيم هبط الوحي ومنبع الرسالة الخالدة في الحرمين الشريفين مكة المكرمة التي شرفها الله بالمسجد الحرام وبيت الله العتيق قبلة المسلمين في كل مكان، والمدينة المنورة التي شرفها الله بالمسجد النبوي الشريف وقبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي جميع فترات حكمهم يحكمون بما أنزل الله ويتخذون من كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم دستورا لهم، ونبراسا لمواطنيهم يسيرون على هديه وتشريعه، ويقيمون أهم شعيرة في الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخاصة في هذا العصر المضطرب الذي انتشر فيه الشر والفسق والعدوان، متقيدين بدينهم وينشدون صداقة الجميع لينعم مواطنوهم بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار، ولتجنيب بلادهم ومواطنيهم ويلات الحروب والدمار، فلا يعتدون على الآخرين بالقول أو الفعل إلا من يعتدي عليهم وعلى بلادهم وهذه حقائق لا ينكرها إلا مكابر خائن عميل، أو حاسد حاقد، أو من المغسولة أدمغتهم الذين أصبحوا مسيرين غير مخيرين. وهل يوجد في هذا الزمن أي دولة عربية أو إسلامية تضاهي ما نحن عليه في بلادنا من نعمة الإسلام أمن وأمان ورخاء واستقرار؟! ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم بعزته وقدرته أن يرد كيد المعتدين من صهاينة العصر وأعوانهم من المنافقين في نحورهم ويحفظ دينه وعباده الصالحين المؤمنين الموحدين في هذه البلاد المقدسة، وفي غيرها من بلاد المسلمين.. إنه نعم المولى ونعم النصير.