شهدت بلادنا تطوراً وتقدماً باهرين على جميع المستويات، وعلى مدى قرن من الزمان استطاعت أن تكون في مقدمة الدول، تنافس بكل قوة في كافة مناشط الحياة. وما نعيشه اليوم من تطور وحضارة لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة خطى واضحة المعالم وإستراتيجيات انتهجتها قيادتنا الحكيمة دستورها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأساسها العدل وسياستها حفظ حقوق كل مواطن. ومن هذه الحقوق العمل بكل إخلاص وتفان لحفظ الأمن والأمان في بلادنا مما جعلنا مثالاً يحتذى في الأمن والأمان حتى بتنا مستهدفين من كل ضال حاقد على ما نعيشه من نعم، وما حدث من المحاولة الجبانة لاغتيال رمز من رموز الوطن التي تسعى وتعمل بتفان في خدمة بلادنا وحفظ أمنها، ذلك الرجل الساهر على أمن بلادنا والذي كان وما زال يواجه وبكل قوة كل ضال ومنحرف ويقف في وجه كل غاشم منتهك يريد الإساءة لأمن بلادنا ذلك الأمير الإنسان رجل الأمن والأمان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية حفظه الله ورعاه.
إن هذه الحادثة الجبانة استهدفت ما تعمل عليه قيادتنا الحكيمة من حماية للحرمين وتوفير الأمن لكل مواطن ومقيم وقاصد للحرمين الشريفين، لقد استهدفت أمننا الراسخ والقوي عندما استهدفت الأمير محمد بن نايف الذي عمل جاهداً وبتوجيهات من القيادة الحكيمة على حفظ الأمن في بلادنا وترسيخه. إن محاولة الاعتداء الجبانة تلك من هذه الفئة التي تزعم أنها تطبّق شريعة الله لم تراع حرمة الشهر الفضيل، ورحابة صدر الأمير حفظه الله في استقبالهم في بيته، بل إنه طلب - حفظه الله - من جنوده أن لا يضايقوا ذاك المعتدي الغادر الذي نقض العهد والميثاق الذي بينه وبين الأمير، ولكن تلك الفئة الضالة استغلت منهج العفو والصفح الذي عُرف عن قادة هذه البلاد ساعين لزعزعة أمن بلادنا وأمانها، بعمل بشع وجبان وتصرف منكر على رجل سخَّر جلَّ وقته واهتمامه لتوفير الأمن والأمان وحفظه، بل لقد حفظ لهم حقهم إن هم أعلنوا توبتهم عن أعمالهم المنكرة والبعيدة كل البعد عن مبادئ الإسلام فاستغلوا ذلك أسوأ استغلال بكيدهم الفاشل والمنكر، ولكن الله عزَّ وجلَّ أبطل كيدهم ورده في نحورهم وحمى بفضله الأمير محمد بن نايف من كيد الخائنين وشرهم، فحمداً لله على ذلك، وهنيئاً لوطننا بسلامة أمير الأمن والأمان وهنيئاً له أن منَّ الله عليه بفضله ونصره من عنده (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ)، وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على أن الأمير محمد بن نايف على حق وأنه قد توكل على الله حق توكل وأن الله معه يثبته ويقويه وينصره على أعدائه أعداء الوطن.. يا صاحب السمو.. لقد أعطيتهم الأمان واستأمنتهم وهم قابلوك بالخيانة والغدر فكان خيراً لك وشراً لهم بأن أبطل الله عملهم وخيّبهم ورد كيدهم في نحورهم (لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ).
لا ننسى تلك الكلمات القوية التي قالها سمو الأمير محمد بن نايف عندما زاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، بعد الحادثة للاطمنان على سموه، كلمات تدل على شموخه وقوته وتوكله على الله عزَّ وجلَّ، ولكم فرح الوطن بسلامتكم، فهنيئاً لكم أن قوَّاكم الله وحماكم ونصركم على أعدائكم، وهنيئاً لنا بسلامتكم حفظكم الله ورعاكم.
وليعلم كل أعداء الوطن والإسلام والمسلمين أن هذه الحادثة لن تكون إلا دافعاً قوياً للمضي في خدمة الدين الإسلامي وخدمة بيوت الله وكتابه وحفظ أمن هذه البلاد وأمانها وحفظ أمن مواطنيها من قبل قيادة حكيمة سعت وما زالت تسعى بكل إخلاص وتفان في خدمة هذه البلاد الطاهرة حاكمة بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
إيناس معيض المخلفي- المدينة المنورة