هذا الابن العاق الذي قام بمحاولةآثمة لقتل مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، عقَّ أولاً دينه، ولم يلتفت إلى آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، التي فيها منهج الحياة السليمة المستقيمة، جاء في خطبة حجة الوداع قال عليه الصلاة والسلام: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا - أي: البلد الحرام، أي: مكة، في شهركم هذا - أي: في شهر ذي الحجة، ألا هل بلّغت؟) قالوا: نعم، قال: (اللّهم اشهد، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، قال ابن عباس رضي الله عنهما، فوالذي نفسي بيده، إنها لوصيته لأمته: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) أخرجه البخاري. ثم ثانياً عقَّ والديه فتركهما بعد أن كبرا ورقّت عظامهما، وفعل فعلته الآثمة، تركهما يبكيان، وهجرهما ليلتحق بركب الفئة الضالة المنحرفة، وقد قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرً} (23- 24 سورة الإسراء). ثم ثالثاً: عقَّ قادة بلده وولاة أمره الذين فتحوا له قلوبهم قبل أبوابهم فغدر غدرته، لكن الله سلَّم وارتد مكره عليه، قال تعالى:{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}. ثم رابعاً: عقَّ بلده ووطنه الذي احتضنه منذ أن كان طفلاً، وتنعّم من خيرات هذا البلد الكريم، ثم هو يقابل هذا الإحسان بإساءة بالغة.
د. محمد بن عدنان السمان
المشرف التربوي وخطيب جامع الجهيمي بالرياض