حادث الاعتداء الآثم الذي تعرض له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية مساء يوم الخميس الماضي الموافق للسادس من شهر رمضان المبارك من قِبل أحد المطلوبين أمنياً والذي ينتمي إلى الفكر الإرهابي الضال، فكر التكفير والتفجير وذلك أثناء استقبال سموه للمهنئين بحلول هذا الشهر الكريم, يحمل في طياته عدداً من الدلالات الهامة، لعل من أهمها سقوط الأقنعة والادعاءات التي كان يتستر خلفها من ينتسبون لهذا الفكر الضال. فبعد أن كانت تنعق أبواقهم بحجج إخراج المشركين من جزيرة العرب وما صاحب ذلك في حينه من تفجير لعدد من المجمعات السكنية والتي يقطنها عدد من الأجانب المسلمين أو المعاهدين, واختطافهم وقتلهم لأحد الرعايا الذميين، تغيرت ادعاتهم إلى استهداف المنشآت الحيوية والأمنية بحجج أنها تدعم و تحمي المشركين، وما زامنها من استهداف لعدد من رجال الأمن، أخيراً تحورت أهدافهم إلى مهاجمة أحد أهم أركان جهازنا الأمني وممن حملوا لواء مكافحة ومطاردة أصحاب هذا الفكر. وهذا يدل على أن الهدف الحقيقي لمن يخطط لأصحاب هذا الفكر هو تقويض هذا الكيان الشامخ وزعزعة أمنه.
أما ثاني هذه الدلالات فهو أن سمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية أصبح الرقم الصعب أمام أصحاب هذا الفكر، حيث تولى سمو تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، هذه الإستراتيجية التي آتت أوكلها وثمارها في التضييق على أصحاب هذا الفكر وذلك بإشراف ومتابعة من سمو وزير الداخلية وسمو نائبه -حفظهم الله جميعاً-. وما استهدافهم لسمو مساعد وزير الداخلية إلا دليل على أن الأرض ضاقت عليهم بما رحبت.
سمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية الأمير محمد بن نايف قائد أمني من الطراز الأول، يجمع بين الحزم واللين، قائد يعمل بصمت و بقدرة وطاقة لا تضاهى. يوجه دائماً باتخاذ كل التدابير واستخدام جميع التقنيات لمكافحة وتعطيل قدرات أصحاب هذا الفكر، بيدَ أنه يفرح كثيراً عندما يسمع بأن أحد المطلوبين يرغب في تسليم نفسه للعودة لجادة الصواب، لذلك يرحب به ويوجه بتسهيل أموره لكنه لم يخطر بباله أن خفافيش الظلام ربما يستغلون هذا الجانب الإنساني في الإساءة لمن يتبناهم ويحتضنهم ويمد لهم يد الأمان قبل يد أجهزة الأمن - قاتلهم الله أنى يؤفكون-. هذا الجانب الإنساني الذي تجلى في المحادثة الهاتفية التي جرت بين سمو الأمير وذلك الهالك والمنتحر والضال فكرياً.
نحن ندرك أن سلوكيات أصحاب الفكر الضال أخذت أنماطاً وأساليب متعددة بل إن نشاط خلاياهم ربما يتقلص حتى تتحول لخلايا خامدة في حالة التضييق عليهم، لكننا أصبحنا على يقين أن أهدافهم لا تتغير وأن أفكارهم تستمد من أناس يسعون بكل ما أوتوا من قوة لتقويض أمن بلادنا. ونحن وأصحاب فكر التكفير والتفجير على طرفي نقيض، فقادتنا وعلماؤنا ومسؤولونا يدعون بالحكمة أبناء هذا الوطن الذين تلوثت أفكارهم بضلالات هذا الفكر للرجوع لجادة الصواب والتوبة إلى الله من براثن هذا الضلال، وأصحاب هذا الفكر يقابلون هذا اللين برعونة واستخفاف تتطلب منا جميعاً التكاتف والتعاضد والوقوف صفاً واحداً في وجوههم وعدم اللين معهم ومع من يشاركهم أو يدعمهم فكرياً ومالياً. ما حققته أجهزتنا الأمنية برجالها الأشاوس مفخرة لنا جميعاً، لكننا يجب أن ندرك أن هذا الاعتداء الآثم يتطلب أن نضرب بيد من حديد على أرباب وأوكار أصحاب هذا الفكر. وأعتقد أن أول ما يجب عمله هو تقديم من يدعم أصحاب هذا الفكر فكرياً ومادياً وممن تم القبض عليهم للعدالة وتنفيذ حكم الله ورسوله فيهم، وأن لا نرقب فيهم إلاً ولا ذمة، فهؤلاء هم خوارج هذا الزمان ومنذ عهد سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لم ينفع معهم إلا السيف، والأحداث التاريخية تؤكد أن اللين معهم عادة ما يؤدي إلى تماديهم في غيهم، وهم وإن كان بعضهم من أبنائنا إلا أنهم أصبحوا كالخلايا المسرطنة في جسد الأمة فلابد من اجتثاثهم وتقديمهم للعدالة.
أخيراً حمداً لله على سلامة الأمير الإنسان، الأمير الصارم المقدام عدو خوارج هذا الزمان وحامل لواء مكافحة الإرهاب والإرهابيين، والقضاء عليهم إن شاء الله.. وحمداً لله على دحر أصحاب الضلال. اللهم أحفظ بلادنا وقادتنا من كل مكروه وأحبط كيد الكائدين.
د. فيحان بن دعيج العتيبي
f_alotaibi@yahoo.com