Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/09/2009 G Issue 13491
السبت 15 رمضان 1430   العدد  13491
وطني يحميه الله ثم (أبناء) عبدالله
دهام بن عواد الدهام (*)

 

منذ الأطوار الأولى التي أسست لهذا الكيان العظيم، كانت الإرادة السياسية في هذا التكوين مرتبطة بشكل وثيق بمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة الصادقة وعلى الأسس والمبادئ والمنهج القويم في ديننا الإسلامي الحنيف..

(ليس لاحتضانها ورعايتها الأماكن الإسلامية المقدسة فحسب بل قناعة وحرص من هذه القيادة على نشر أسس هذه العقيدة الربانية التي فيها خير البشرية، ومن هذه المنطلقات كانت بلادي حاضرة في ريادة، في هم المنظومة الإسلامية والإنسانية على حد سواء انطلاقاً من هذه الرسالة والأمانة والمسؤولية.

وقد كان النموذج الأجدر بالملاحظة في العقود الماضية هو الوضع في أفغانستان ذلك البلد الإسلامي الذي اجتاحته جحافل الجيش السوفييتي في محاولة لطمس تلك الهوية وما قامت به المملكة للتصدي لذلك الاحتلال بالدعم بالمال والرجال لحقه الجهاد الحق لأبناء أفغانستان.

إلا أنه وللأسف الشديد ومع تبعثر القضية الجهادية في أفغانستان بعد الانسحاب السوفييتي أخذت الساحة الأفغانية وفي ظل الصراعات والمصالح، مسارات أخرى أفرزت وفقاً لتلك المصالح ولتلك الأطراف ولظروف إقليمية ودولية متعددة - أفكاراً ابتعدت بالنهج الإسلامي عن الطريق الصحيح حيث تلاقحت مصالح دول وجماعات بتبني هذا الفكر واحتضانه وتشجيعه.

أقول هذه الإفرازات المتطرفة للأسف حاولت وبما تعتنقه من فكر خارجاً عن السنة والجماعة ناصبت العداء لكل من لا يدين بمبادئها ولا يسير في ظلالها وأكثر ما ناصبت هذه الجماعات بلادي المملكة العربية السعودية، حيث هي معقل الدين القويم في تشريعاته الإلهية وهدي سنة نبيه المطهرة، هذه الفئة الضالة فجرت وقتلت ودمرت، لم تكن سوى ثلة اعتنقت فكر الإرهاب والقتل سبيلاً لتحقيق تلك الأهداف البغيضة في مسلك أقل ما يقال عنه إنه لا يمت لمبادئ الإسلام الحنيف بصلة وبالقدر الذي يخدم مصالح وقوى تحاول أن ترسم صورة سلبية عن الإسلام حتى تنفر منه في ظل ملاحظات ودراسات عن سرعة انتشار هذا الدين وعلى نطاق واسع في العالم أجمع ومن كل مستويات وطبقات المجتمعات.

وأما هذا المسلك المنحرف والضال - تصدت أجهزة الأمن وعلى كل المستويات لهذا الفكر الضال بسياسة مدروسة وخطط متوازنة الهدف منها في المقام الأول هو استمرار مظلة الأمن في المملكة وعلى كل مستوياته، فكانت الحرب على الإرهاب ومكافحته بلا هوادة وما يتصل به من دعم مادي ومعنوي فكري وحسي لأن قيادة بلادي - وفقها الله - لا ترى مساومة على الإطلاق في كل ما من شأنه المساس بالدين أو الإخلال بأمن المواطن والوطن.

في الوقت نفسه الذي كانت تضرب فيه بيد من حديد عصابة البغي والإرهاب لم يغب عن قيادة هذا البلد ولا مسؤولي الأمن فيه السبيل الآخر لاجتثاث هذا الفكر الضال من عقول هؤلاء الشباب الذين تلبسوا هذا الفكر بإرادة أو غير إرادة وفتحت لهم باب العودة إلى الطريق السليم ضمن منظومة من الأساليب العلمية والعملية التي أشرفت عليها الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية مع عددٍ من المختصين دينياً واجتماعياً وقبل هذا كله حزم الدولة في محاربة هذا التطرف والإرهاب بجميع أشكاله ولو امتد ذلك لسنوات وسنوات كما أعلن مراراً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله يصاحب هذا الحزم رحابة صدر ولاة الأمر والعفو عن التائبين الذين لم تتلطخ أيدهم بدماء الآمنين وفتحت أبواب المسؤولين لكل من رغب العودة عن هذا الطريق ومساعدتهم بالتأهيل العملي والاجتماعي ليعودوا عناصر فاعلين في مجتمعهم مثمرين فيه مخلصين له.

هذه المكارم ونبل الأخلاق وحكمة القيادة رأت فيها هذه الفئة الضالة منافذ تحاول من خلالها النيل من قيادة هذا البلد وضرب الأمن والاستقرار فيه وما كانت محاولة الاغتيال الآثمة الفاشلة التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية إلا دليلاً واضحاً على أن هذا الفكر الإرهابي لا يراعي حرمة دين ولا أمانة وصدق الرجال في التعامل واعترافاً ضمنياً من هذه الطغمة أنها لا تستطيع تنفيذ مخططاتها المشينة إلا من خلال الظلام والغدر لكن الرسالة الأسمى والأوضح والرد على تلك الجريمة ما قاله سمو الأمير محمد أن ما حدث لن يثنيه عن الاستمرار بالذود عن أمن هذا الوطن ولن يزيده ما حصل إلا إصراراً على استمرار الحرب على الإرهاب دفاعاً عن الدين و الوطن.

هذا الموقف من سموه ليس بالمستغرب على مسؤول مثله هو الساعد والذراع الأقوى في المنظمة الداخلية لمكافحة الإرهاب ويعرفه أعداؤه قبل أصدقائه في تصميمه الحاد والجاد على استئصال هذه الفئة الباغية من المجتمع وعزيمته القوية في هذه الحرب وإن كانت قيمه الدينية ومثله الأخلاقية والاجتماعية في لحظة إيمانية في هذا الشهر الكريم قد أعطت الفرصة لأحد هذه العناصر الإرهابية لمحاولة النيل من سموه فإن الله سبحانه وتعالى لا ينسى عباده الصالحين حين يحيطهم بعونه وتوفيقه انتصاراً لوعده الصادق {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}.

هي إرادة الله سبحانه وتعالى لانتصار الحق على الباطل وانتصار الخير على الشر وهذه العناية الإلهية لبلادنا وما أنعم بها الله سبحانه وتعالى عليها من نعم هي مكرمات لبلد حفظ دين الله ورعى مقدساته وذاد عن حياض الدين بإيمان قيادته وولاة أمره وبسواعد أبنائه المخلصين من (أبناء) عبدالله.

(*) الرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد