Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/09/2009 G Issue 13491
السبت 15 رمضان 1430   العدد  13491
هذا هو الذي يقف خلف الإرهاب
فهد بن زيد الدعجاني (*)

 

نحمد الله كثيراً على سلامة فارس الأمن، الشهم، المقدام، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف. فكم أنت رائع يا سمو الأمير، أخلصت في عملك ووفقك الله فأصبح النجاح حليفك، وأحسنت النية في تعاملك مع أخطر مؤامرة تستهدف ديننا الإسلامي وكيان هذا الوطن الغالي، وتستهدف أبناء الوطن وخيراته، فغلبت نيتك الصافية أبو نيتين الذي تلبس بالدين الإسلامي لتحقيق مآربه الإجرامية. وكم أنت رائع يا سمو الأمير عندما قلبت المحنة التي زعزعت الأمن في هذا الوطن الغالي إلى منحة، اطمأنت لها القلوب وضاعفت الثقة بين المواطن وقيادته. وكم أنت رائع يا صاحب السمو عندما تعاملت باحترافية عالية، مع شعرة معاوية، التي تحرك الفكر الإرهابي، حتى بان لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود ومنها بدأت رحلة العلاج واستئصال المرض. فعندما نقرأ التاريخ ونرصد المنهجية السرية لسياسة بعض دول الاستعمار، نكتشف الخيط الرفيع الذي تسير عليه سياسة تلك الدول، وأيضاً نكتشف الاستراتيجية العدوانية الموجهة للعالم الإسلامي، فبعد سقوط الدولة العثمانية، تم تقسيم العالم الإسلامي إلى دول ودويلات، وكان هدف المستعمر في تلك الفترة إضعاف العالم الإسلامي وتمزيقه، لأنه بدأ ينحسر الاستعمار الذي يعتمد على الغزو المعلن، بعد ظهور المنظمات الدولية التي تنظم حدود الدول، ولكن ظهر بدلاً عنه غزو سري تدعمه قوة وخبرة المستعمر، لأنه يفهم في ثقافة الشعوب أكثر من أهلها، مما ساعده في اختراق غالبية دول العالم الإسلامي، فالمشاكل الحدودية بين الدول الإسلامية التي يستعصي حلها، والمؤامرات، وتحريض بعض الدويلات على الدول الأكبر مقابل الحماية، والدعم اللا محدود للعملاء والجواسيس، وابتزاز وإرهاب رؤساء الدول، وقوة نفوذ المستعمر في المنظمات الدولية، كل هذا ساهم في إيجاد ثغرات استغلها المستعمر لنشر أفكاره، وسياسته، فالمخدرات، والفساد، والإرهاب، شواهد بأن العدو يحاربنا بلا هوادة، وهناك ثغرات ينفذ عن طريقها أجندته، فكثير من الدول أصبحت تسير في فلكه، بسبب هذه الحرب الشرسة مما جعل العالم الإسلامي يتمزق.

والإرهاب الذي اجتاح العالم وخاصة العالم الإسلامي، هو صناعة استخبارات المستعمر وهذه الصناعة هي عبارة عن قنبلة، من أهم مكوناتها مادة استخلصت من فكر الخوارج، وفتيل هذه القنبلة الفكر المتجرد من الدين الإسلامي، والأخلاق، المتشرب لثقافة المستعمر، فأصبحت هذه القنبلة عنصر قوة يلوح بها المستعمر في وجه الدول التي لا تخضع لمطالبه.

ومن هنا نستنتج بأن التفجيرات التي تحدث بين الحين والآخر في دولتنا هي بفعل المستعمر، مستغلاً الإعلام كأرض خصبة، يشعل عن طريقها فتيل هذه القنبلة، ومادة الاشتعال غالباً ما تكون المواضيع التي تطالب بتغريب المرأة السعودية وتحريضها على التمرد على دينها وعلى مجتمعها، تحت شعار حقوق الإنسان، وكذلك محاولة سلخ المرأة عن الأسرة وتشجيعها على الانحلال الأخلاقي تحت شعار المساواة بين الرجل والمرأة، وكذلك المواضيع التي تشكك في العلماء وقادة هذا الوطن وتطالب بالتمرد عليهم. فالمقالات الصحفية والبرامج الإعلامية الرمادية التي يقوم بإعدادها أعوان المستعمر، وفتيل قنبلته، هي مواضيع تظهر الولاء والنصح للدولة، وتبطن منهج المستعمر المزدوجة، فهي من جانب تهدف إلى إضعاف وإفساد أهم تركيبة في الدولة وهو المواطن، ومن الجانب الآخر تفجر القنابل التي تحمل الفكر المتحجر والمتشدد. لذا أقول بأن مجتمعنا بأمس الحاجة إلى جرعات تثقيفية في السياسة، والمؤامرات، التي تستهدف العالم الإسلامي منذ بزوغ الإسلام حتى يومنا هذا، وكذلك بحاجة إلى جرعات معرفية في التاريخ والصراع الاقتصادي بين الشعوب، وأيضاً مجتمعنا بحاجة إلى توعيتهم وتحذيرهم من أفكار المنحرفين المتشربين لثقافة المستعمر، فهم فتيل قنبلة الإرهاب، وأعوان للمستعمر.

(*)حوطة سدير



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد