القتل والتخريب، والتهديد، والترويع.. كلها مرت على عصور سالفة سابقة غابرة، ولكنها تطورت بتطور العالم وتقدمه؛ فالآلة والسلاح تنوعا وتعددا ليصبح القتل أسهل والتخويف أوسع، والظلم أسرع، وليكن الذنب بعد ذلك أعظم وأفظع.
إن الجرم والجريمة حصلا ويحصلان وسيحصلان في كل عصر، وعلى كل مصر، شئنا أم أبينا، وليس معناه ضعفنا، أو عجزنا، ولكنها السنة الكونية.
إن الأبشع والأخبث من الجريمة الخيانة؛ فلقد رفضت الشرائع السماوية الخيانة، ورفضها عقلاء بني آدم؛ فأصبحت ممقوتة مرفوضة، لا يفعلها إلا المارقون ديناً، الضالون علماً.
وقد رفضها رسول الإسلام بين غير المسلمين، ومقتها في أرضهم وبينهم، فكيف بهذا المجرم يقدم على محاولة قتل الأمير محمد بن نايف، فيخون بذلك من استأمنه واستضافه وفتح له قلبه وبيته؟!
لقد نزه الله نفسه عن الخيانة ونبيه وعباده المؤمنين؛ فذكر أنه يخادع الكافرين ويمكر ويكيد بهم، ولكن لما ذكر خيانتهم قال: (خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ).. لقد كانت الخيانة، وما زالت، أخبث سلوك، وأسوأ خلق، وأبشع طبع، تنفر منها النفوس المؤمنة، وتأباها الضمائر السليمة، وتبغضها القلوب الطاهرة؛ فلماذا الغدر والخيانة للمسلمين والمستأمنين.
مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في محافظة المجمعة