مازال سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية الحريص على أمن هذا البلد، المجد في طلب صلاح أحوال المغرر بهم؛ ليعودوا إلى جادة الصواب، ويزيحوا عن عقولهم أوهام المبطلين الأفاكين القابعين في جحور الظلام، ويتنبهوا من غفلتهم فيسلكوا أنفسهم في سلك جماعة المسلمين وإمامهم، ويعودوا إلى وطنهم الذي يتلقاهم بالأحضان مشفقاً عليهم من سوء المصير، فينعموا في ظل شرع متبع وأمن وراف ورخاء مشهود.. وما زال هذا الموفق يبذل الأسباب الطيبة بالمعاملة الرفيقة الحانية، فيتلقى أوبة الآيبين من المغرر بهم بالترحاب والأمان (كما ظهر في الشريط الوثائقي كنموذج وأمثاله لا تحصى)؛ حرصاً على سلامة هؤلاء الظالمي أنفسهم المتبعين للنهج السيئ، ليأخذ بأيديهم إلى جادة الصواب، فيعودوا عناصر إيجابية في المجتمع، لبنائه بدل تدميره، ولصلاحه بدل الإفساد فيه.وفي خضم هذه المساعي الخيرة التي يؤمل منها الخير، ويرجى منها استيقاظ هؤلاء الأغرار من سباتهم، وتنبههم للأيدي الآثمة التي تديرهم في الخفاء، يأتي هذا الرد الجبان، في محاولة من أولئك الآثمين ومن يديرهم ويوسوس لهم، لتعكير الصفو والإيغال في الجريمة والنيل من أمن هذا البلد الأشم، وأنى لهم ذلك بمحاولة قتله في عمل غادر وجبان.ويأتي حفظ الله الكريم المنان ليكلأ سموه الكريم بحفظه، ويخرجه من حادثة الغدر والخيانة أصلب عوداً وأقوى عزيمةً على المضي في عزمه الصادق في تضييق الخناق على هذه الثلة الباغية واستنقاذ من يمكن استنقاذه من هؤلاء الأغرار، وليقطع الطريق على المتآمرين ومريدي السوء بهذه البلاد وأهلها، في حين يمضي - من سبق عليه قدر الله - في غيه وغدره ليلقى بنفسه جزاء فعله ويقع في سوء عمله (منتحراً)، وإنه لعدل الله الحكم العدل (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)؛ فيحيق المكر بأهله، وينقلب الشر والدمار على مَن جاء به؛ فيودي بنفسه لهلاكها، ويذهب شذر مذر - حمداً لله الذي عافانا مما ابتلاه به -؛ فكفى الله عباده شره، في حين كان هذا الظالم نفسه قد أعطي الأمان وحسن الاستقبال ليسلم نفسه ويستقبل من قبل سموه بنفسه بكل أبوة حانية تريد الخير لا شيء غير الخير. وكان بإمكانه أن يكون الآن محل العناية والرعاية في قيادة حكيمة محبة لشعبها متفانية فيما يسعده، ولكنه قدر الله الذي لا يرد وعدل الله التام (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ).وهي رسالة واضحة للمغرر به أن يعود إلى رشده قبل أن لا يسعه ذلك. ولمَن يقف وراءهم أنكم لن تبلغوا من هذا البلد - بإذن الله - ما تطلبون؛ فموتوا بغيظكم إن الله فاضحكم ومخرج ما تحذرون.
المشرف التربوي بوزارة التربية والتعليم