Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/09/2009 G Issue 13491
السبت 15 رمضان 1430   العدد  13491
تفاعل قوي مع هبوط الأسواق العالمية دون استجابة لصعودها
هبوط جماعي لأسهم المصارف.. والسيولة تسجل أدنى مستوياتها

 

د. حسن الشقطي

منذ بداية أكتوبر من عام 2008 لم تنحدر الكميات المتداولة مثلما انحدرت به الأسبوع المنصرم ، حيث لم تتزايد الكمية اليومية المتداولة عن حدود 88 مليون سهم مقارنة بمتوسط لم يكن ليقل بأي حال من الأحوال عن حوالي 200 مليون سهم يوميا من قبل. واتسمت حركة التداول في شهر رمضان الحالي بسمات خاصة ومتميزة، حيث سجلت كافة المؤشرات تراجعات حادة سواء على مستوى الكمية المتداولة أو القيمة المتداولة أو حتى عدد الصفقات، رغم أن أشهر رمضان في السنوات السابقة كانت تسجل زيادة وليس تراجعات في بعض الأسابيع، وخاصة خلال الأسبوعين لأخيرين من الشهر اللذين كانت تشتعل فيهما المضاربات.

وأغلق المؤشر العام الأسبوع الماضي عند 5617 نقطة خاسرا نحو 145 نقطة.. وتعتبر حركة المؤشر لهذا الأسبوع امتدادا لحركته طوال شهر أغسطس التي اتصفت بالتذبذب داخل نطاق ضيق، حتى أن ما يكسبه اليوم يفقده غدا ثم يعود ليكسبه بعد غد وهكذا.

3.5 مليارات ريال معدل السيولة اليومية في أغسطس

سجل شهر أغسطس المنتهي أقل معدل للسيولة المتداولة منذ فترة طويلة، حيث بلغ معدل السيولة اليومية نحو 3.5 مليار ريال، وهو معدل متدني مقارنة بأي فترة سابقة.. حيث بلغت القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة لشهر أغسطس نحو 79.63 مليار ريال وذلك بانخفاض بحوالي 20.68% عن شهر يوليو.. كما بلغ إجمالي عدد الأسهم المتداولة حوالي 2.87 مليار هم مقابل 3.72 مليار سهم تم تداولها خلال الشهر السابق، وذلك بانخفاض بحوالي 22.8%.. وهذه المعدلات المتدنية لم تكن لتحدث في السوق إلا في الظروف الاستثنائية..

العوامل الثلاثة القائدة لحركة المؤشر

حركة المؤشر أصبحت رهن ثلاثة عناصر رئيسية، الأول أن السوق المحلي لا يمتلك محفزات حقيقية أو قوية قادرة على انتشال نفسية المتداولين من قاع ما دون الـ6000 نقطة، إلا أن الأمر لم يعد يتطلب مجرد تماسك بل يحتاج إلى محفز ينعش نفسية المتداولين ويدفعهم إلى الإقبال على الشراء أو بالأحرى يحث على دخول سيولة جديدة للسوق.

أما العامل الثاني، فهو الأسواق المالية المضطربة والتي يزداد اضطرابها من حين لآخر، فالأسواق الأمريكية تحديدا باتت تفقد من يوم لآخر كل مكاسبها تحت ويلات تقارير اقتصادية من هنا أو هناك تشكك في حقيقة تقييم الوضع الاقتصادي للسوق الأمريكي.

أما العامل الثالث فهو اضطراب أسواق النفط العالمي، الذي أصبح يتقلب داخل نطاق متسع بشكل غير معتاد ما بين 60 إلى 72 دولار للبرميل خلال فترة لم تتجاوز شهرين، وهو أمر يحث على الخوف والقلق.

ارتباط حركة المؤشر بالعناصر الخارجية عند الهبوط فقط

على الرغم من أن البورصات الأمريكية حققت خلال الأسابيع القليلة الماضية انتعاشا ربحت خلاله مكاسب ملموسة، فلم نرى المؤشر المحلي يستجيب إيجابا لهذا الصعود، وعندها تحدث الكثيرون عن أن السوق المحلي لا يستجيب للمؤثرات الخارجية لأنه لا يرتبط بها. أما خلال الأيام الثلاثة الأخيرة (من الأحد إلى الثلاثاء) والتي خسرت فيها البورصات الأمريكية بقيادة الداو جونز ما يعادل 2.8% تقريبا، فقد لوحظ استجابة السوق المحلي بتحقيق خسائر موازية.

استمرار الجدل حول تأثر القطاع المصرفي بالأزمة العالمية

صدرت هذا الأسبوع تصريحات رسمية من محافظ مؤسسة النقد وهي تأتي في إطار استمرار التطمينات الرسمية بشأن سلامة الجهاز المصرفي، إلا أن هذه التطمينات لا توضح تفاصيل عن حقيقة تقييم تأثيرات الأزمة العالمية على المصارف المحلية، بل حتى أن نتائج المصارف من ربع لآخر لا تعطي تصورا عن قيمة الخسائر أو ربما حجم تأثر القطاع المصرفي بهذه الأزمة.. إن الإطلاع على نتائج أعمال المصارف خلال الربعين الماضيين يوضح أن هناك حلقات مفقودة حول بعض الأنشطة لهذه المصارف، وخاصة تلك المرتبطة بالقطاعات الخارجية مثل الاستثمار.. لذلك، فلا يزال الحديث عن حقيقة تأثر المصارف بالأزمة يعد من باب التكهنات أو الضبابية الكاملة، وخاصة إذا أضفنا إليها المستجدات المتتالية لحقيقة تعرض هذه المصارف لمجموعتي سعد والقصيبي.

(*) محلل اقتصادي


Hassan14369@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد