قبل ما لا أذكر من مدة (!!)، أعتقد (أنها ليست بعيدة جداً) كتبت مقالة تندرج تحت ما يسميه النقاد (السخرية السوداء) أو ما يسميه العامة (الضحك المرّ)، وتحت ذات العنوان المعلق أعلاه (هات سريرك معك)، وكنت إذ ذاك أسخر من المقولة (المضحكة المبكية في آنٍ واحد) التي تصفع أي مواطن يحمل مريضاً من أسرته - حتى لو كان في حالة خطرة - ويتوجه به إلى أي مستشفى حكومي، تلك المقولة الصادمة: (نأسف ما فيه سرير)؛ ونظراً لحدّة المقالة حسب رأي رئيس التحرير - آنذاك - فقد قررّ منع نشرها، حيث كنت أقترح فيها أن تشتري كل عائلة سريراً طبياً مجهزاً بما يلزم وتنطبق عليه مواصفات أَسِرَّة المستشفيات وتبقيه في البيت لحالات الطوارئ التي تطرأ - مرضاً - على أي فرد في العائلة، إذ حينها كل ما في الأمر أن يحملوا مريضهم على سرير العائلة ويتجهوا به إلى أقرب مستشفى، فإذا ما جوبهوا بالعبارة الصادمة إياها (ما فيه سرير) شاغر إلا أن يجيبوه بكل ثقة و(بلا منّة) من أحد: سريرنا معنا وعليه مريضنا فأدخلوه إلى أية زاوية في مستشفاكم المبجل حتى لو كان ذلك في الممر، وما عليكم سوى أن توفروا لنا طبيباً (يطلّ) عليه!! والباقي على الله.
***
وبالأمس القريب الذي أذكره جيداً (الجمعة الماضية) نشرت صحفنا المحلية اللقاء المطوّل بين وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة والزملاء الكبار رؤساء تحرير صحفنا المحلية، وما أن لمحت اللقاء المنشور (لمحاً) حتى قلت: جاءت الفرصة يا ولد، فإذا لم يتطرق اللقاء إلى حكاية (السرير) إياه سواء من خلال حديث الوزير أو أسئلة الزملاء رؤساء التحرير، سأعيد تقديم الاقتراح إياه (سرير العائلة) كحل ل(معضلة) نقص الأَسِرَّة في المستشفيات، ولكنني حمدت الله كثيراً أن المشرف العام على برنامج إدارة (الأَسِرَّة) لا الأُسرة (!!) الدكتور ياسر الغامدي قد تناول هذه المعضلة (نقص الأَسِرَّة)، وذكر أن الحل في برنامج إدارة الأَسِرَّة قد بُدئ فيه منذ 3-4-1430ه عن طريق استحداث أقسام جديدة للمستشفيات سعة 100 سرير فأكثر لهذا الغرض، كما نوه الدكتور الغامدي بأن معالي وزير الصحة وجّه برفع نسبة أَسِرَّة العناية المركزة في كل المستشفيات التابعة للوزارة للوصول للمعدلات العالمية في هذا المجال (رائع)! بل والأروع من ذلك هو انتقال الأطباء من مستشفياتهم التي يعملون فيها إلى المناطق الطرفية والمستشفيات الطرفية داخل المنطقة التي تقع فيها مستشفياتهم للإجراء الطبي اللازم (بدلاً من انتقال المريض) إلى المستشفيات المركزية، وكذلك الأروع من هذا وذاك هو إعطاء صلاحيات لكل مديري الشؤون الصحية بإحالة المرضى في الحالات الطارئة ل(القطاع الخاص) وعلى نفقة وزارة الصحة واستئجار أَسِرَّة أيضاً للحالات التمريضية المزمنة.
وأضاف الدكتور الغامدي أن الوزارة تقوم حالياً بدراسة قياس نسبة أعداد الأَسِرَّة مقارنة بأعداد السكان في كل مناطق المملكة للوصول للمعدل الوطني (3 أَسِرَّة لكل 1000 من السكان) وتوحيدها على مستوى مناطق المملكة خلال ال (السنوات الخمس) القادمة.
***
بالطبع كل ما أسلفناه من مواعيد مبهجة من قبل وزيرنا الفذّ (دوماً) د. عبد الله الربيعة وأركان وزارته تبعث على الغبطة والأمل بل و(عليها شهود ثقات) هم القيادات الصحفية (رؤساء التحرير) وملايين القراء ل(صحفنا كلها مجتمعة)، لذا نأمل من القلب كله أن يُنفذ وزيرنا الفذّ ما وعد به، مع أننا نعرف تماما أنه من النوع الذي إذا قال فعل وإذا فعل نجح.