خسئت يد الإرهاب الغادرة الحاقدة التي كادت أن تمس حياة مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي من واقع القريبين من سموه كان يتعامل مع من يسلم نفسه بأبوية صافية، يندر وجودها في أرقى دول العالم التي تدعي رعايتها حقوق الإنسان.
هناك الكثير من القصص عن إرهابيين سلموا أنفسهم عن طريق سموه، وجرى حل مشكلاتهم المالية والأسرية ومتابعة أوضاعهم عن قرب، بل إن تعليمات الأمير محمد بن نايف دائماً تحث على تقديم أرقى أنواع الخدمات لهذه الفئة داخل السجون. إن اعتقاد سموه الدائم بأن هذه الفئة مغرر بها ولابد أن تعطى الفرصة للعودة إلى جادة الدين الصحيح هو الأسلوب والخيار الذي اتخذه سموه في معالجة هذه الظاهرة.
لكن يبدو لي أن للإرهاب جذورا تحتاج إلى وقت لاجتثاثها ولابد من تضافر الجهود الرامية من جميع أجهزة الدولة وحتى القطاع الخاص وقد تطرقت في كتاب (وجه السعد للأمير سلطان بن فهد) إلى فصل كامل بعنوان أمير الشباب والأمن الفكري، وما يبذله سموه من خلال خطط الرئاسة العامة لرعاية الشباب في احتواء هذه الظاهرة ولسيدي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز نظرة خاصة إلى الشباب، فيقول سموه: (الشباب هم الشريحة الأكبر في المجتمع السعودي وهم الطاقة الحقيقية المحركة لمسيرة التنمية ورسم معالمها المستقبلية، لذلك فإن الرئاسة تحمل على عاتقها مسؤولية بناء الشباب المتوازن فكرياً وجسدياً الذي يجعل منهم أعضاء فعالين في بناء الوطن وخدمة المجتمع والإنسان).
لقد باشرت الرئاسة العامة بطرح برامج متعددة تنوه بمخاطر الظاهرة الإرهابية وهي ظاهرة عالمية تؤرق مجتمعات كثيرة.
إنني أطلب في هذه السطور من وزارة المالية تقديم الدعم المالي الكبير لقطاع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ليتمكن هذا القطاع من مضاعفة خدماته وإنشاء أندية جديدة ودعم الاتحادات الرياضية ورفع معونات الأندية الحالية وزيادة إقامة الساحات الشعبية داخل الأحياء لممارسة الرياضة بالتعاون مع البلدية، لكي تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدورها الكامل وأن تكمل مسيرتها الناجحة لاحتواء أهم شريحة في المجتمع. وهنا لابد أن أشيد بدور سيدي أمير الشباب الذي يقوم في كثير من الأحيان بدعم الأندية السعودية من ماله الخاص؛ إيمانا بضرورة استمرار الأنشطة الرياضية.
آن الأوان في اعتقادي لإنشاء مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب يضم الوزراء المعنيين بالظاهرة وبعض رجال الإعلام والفكر لدراسة هذه الظاهرة ووضع الحلول الجذرية والمثالية لحلها.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه.