في يوم الخميس الموافق للسادس من شهر رمضان المبارك لهذا العام طالعتنا القنوات الفضائية السعودية وغيرها من القنوات الأخرى بخبر محاولة اغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية حفظه الله على يد أحد العناصر المنتمية للفئة الضالة الذي كان من ضمن المطلوبين الخمسة وثمانين. والذي ادعى بأنه ينوي تسليم نفسه لسمو الأمير شخصياً فما كان من سموه إلا أن أمر بالسماح له وعدم تفتيشه مبيناً لهذا وأمثاله حسن وصدق نوايا الدولة أعزها الله في احتواء من يراجع أمره ويسلم نفسه للسلطات الأمنية وأنه سوف يجد الرعاية والاهتمام ولكن ما حدث من ذلك المجرم الذي خالف أمر الله وفجر نفسه يجعلنا نضع الشك باليقين بأن هؤلاء الشرذمة الضالة لا يراعون حرمة للدين ولا للشهر الكريم ولا حرمة للمسلمين فكيف يسمحون لأنفسهم بقتل النفس الحرام والتخريب والدمار وكيف يخالفون أمر الله ورسوله، ألم يتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). ألم يعلموا أن ما يقومون به من أعمال إرهابية مخالف للشريعة الإسلامية وأنه يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي والديانات الأخرى ويتعارض مع القوانين والأحكام والأعراف الإنسانية. لقد أغواهم الشيطان وأعوانه وأزاغ عقولهم وأذهانهم فأي دين أو ملة يسمح بالإرهاب وترويع الناس وقتل الأبرياء وأي إنسان على وجه المعمورة يقبل ذلك التصرف المشين الأرعن.
إذا كان هذا الإرهابي ومن هم على شاكلته يظن أننا سوف نتقبل ما يفعلونه أو سنسكت على أعمالهم فهم والله مخطئون، بل ويوهمون أنفسهم ويغررون بغيرهم فنحن لسنا من أهل الغدر والخيانة وإنما ممن قال فيهم الله عزَّ وجَّل (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) وليعلموا بأننا سنقف لهم بالمرصاد ولن نتهاون معهم أو مع غيرهم وسنكون يداً واحدة وصفاً واحداً في وجه كل معتد وباغ ومستهدف لأمن بلادنا واستقرارها وسنضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس بقادتنا وعلمائنا وشعبنا وأمننا وتراب وطننا.
إن الكل منا يتمنى أنه سمو الأمير محمد سلمه الله لأنه حظي بالرعاية السامية من الملك القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله الذي انتقل للمستشفى لزيارة الأمير محمد والاطمئنان عليه فور علمه بالخبر. وفي الحقيقة إن هذه الزيارة المباركة من الملك الوالد كان لها الأثر البالغ في نفس سمو الأمير محمد، بل إنها سوف تزيده إصراراً على بذل الغالي والنفيس ومضاعفة الجهد والتفاني من أجل محاربة الشر وأهله والمحافظة على أمن هذا البلد الغالي ومكتسباته وكل من يعيش على ترابه وهذا هو ما عرف به سمو الأمير محمد رجل الأمن الساهر الذي يعمل ليلاً ونهاراً من غير كلل أو ملل كما أنه أيضاً يتمتع بالإخلاص وحب العمل والجد والنشاط همه أن يتحقق الأمن والراحة للمواطنين والمقيمين والسهر على مصالحهم وعائلاتهم. ولا غرابة في ذلك فهو ينهج نهج والده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله الذي كرس حياته لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه. والذي يعتبر رجل الأمن الأول ومن وضع اللبنات الأولى لسياسة الأمن في بلادنا وهو من قام برسم الخطط الناجحة والثوابت الواضحة الكفيلة بأمن وحماية هذا الوطن الغالي وحماية قاصديه من حجاج ومعتمرين وزائرين.
وختاماً فليعلم هؤلاء الشرذمة الفاسقة بأن مثل تلك الحادثة لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما وتماسكاً والتفافاً حول قيادتنا الرشيدة وفقها الله وتجعلنا نبذل المزيد من الجهد من أجل حماية هذا الوطن الغالي أدام الله عليه الأمن والرخاء وليتأكدوا أننا كلنا محمد فداء وتضحية وولاء وإخلاصا لله عزَّ وجلَّ ثم لقادتنا الكرام حفظهم الله ووطننا الغالي سنموت ونحيا دفاعاً عنه وعن أمنه وحدوده ومحاربة كل من يحاول المساس به.
- الحرس الوطني - الرياض