«الجزيرة» - الرياض
أبدى عدد من المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سعادتهم، وشكرهم لله سبحانه وتعالى على سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من المحاولة الآثمة التي استهدفت سموه من قبل أحد المطلوبين من المجرمين الإرهابيين الذي أعلن مسبقاً رغبته في تسليم نفسه.
وأكدوا في تصريحات لهم بمناسبة سلامة سموه من ذلك الاعتداء الآثم أن ما قام به ذلك الإرهابي ومن يقف وراءه من أصحاب الفكر الضال هو عمل إرهابي يعطي دلاله أكيدة على الانحراف الفكري، والضلال العقائدي الذي يعانيه هؤلاء الإرهابيين، مشددين على مسؤولية أفراد المجتمع بجميع فئاته، ومؤسساته الرسمية في التصدي للإرهاب ولأصحاب الشبه والشهوات الذي ضلوا وأضلوا، ومحاربة الأفكار الضالة المضلة بكافة الوسائل والطرق.
المعالجة الفكرية
ففي البداية، أكد وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية الأستاذ سعود بن عبدالله بن طالب على أن من نعم الله على هذه البلاد حمايتها من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين ومن في حكمهم من أصحاب الفكر الضال، وحمد الله على نجاة الأمير محمد بن نايف من أيدي الغدر والعدوان.. وأشاد في هذا الصدد بالمعالجة الأمنية التي قامت بها القطاعات الأمنية لمواجهة من حاولوا ارتكاب جرائم تخل بالأمن، والذين خططون لأعمال إجرامية، لمنعهم من تنفيذها، والذي يروجون لهذا الفكر الضال، وينظرون لهذا التوجه الهدام، ويضلون الناس، ويغررون بالشباب، وهذا ما تقوم به الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية بكفاية عالية، ومقدرة كبيرة، ومنهجية احترافية، بإشراف وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومساعدة مباشرة من سمو نائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ومساعده للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، حفظهم الله ووفقهم لما فيه مصلحة البلاد والعباد.
وشدد بن طالب على أهمية المعالجة الفكرية للأفكار المنحرفة وقال إن الأفكار تعالج بالأفكار والجهل إنما يعالج بالعلم، والشبهة إنما تواجه بالحجة والبرهان، فالعلاج يكون بالعلم، والظلام ينجلي بإشاعة النور، والغلو يكافح بنشر الاعتدال، والتمسك بالوسطية، وهذه الطريقة لا تستهدف أحداً دون أحد، وهي طريقة تجمع بين الوقاية والعلاج، وتخاطب الجميع دون استثناء فهي تحصين ووقاية وبيان للحقيقة لكل من لم يتأثر بهذا الفكر المنحرف حتى يتحصن من الوقوع فيه، كما أنها علاج وإقناع لمن تأثر بهذا الفكر الضال، حتى يؤوب إلى رشده، ويتوب إلى الله - عز وجل - ويرجع إلى جادة الصواب، ويرجع إلى لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، كما أمر الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم-.
وقال: إن هذه المهمة الشرعية الوطنية تقع على عاتق كل مكونات الدولة، وينبغي أن يشارك فيها الجميع، وتتضافر فيها الجهود، وتتبناها كل قطاعات الدولة، وبخاصة الجهات المسؤولة عن الشؤون الدينية، والشرعية، والعلمية، والفكرية.
التصدي لنار الإرهاب
فيما قال المدير العام للإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالوزارة الأستاذ سلمان بن محمد العمري: أشكر المولى عز وجل على سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وأهنئ قيادتنا الرشيدة والشعب السعودي على سلامة الأمير الشجاع من غدر المجرمين الضالين.. وأضاف إن بذور هذا الفكر الضال المنحرف نبتت في غفلة منا في جحور مظلمة، وأثمرت شجرتها الخبيثة خطراً عظيماً، فجر عقول بعض أبنائنا قبل أن تنفجر قنابلة لتحصد الأبرياء، وتروع الآمنين، وتهدر الثروات، وقبل ذلك وبعده تعطي أعداء الإسلام مزيداً من المبررات لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، لتعطيل مناشط الدعوة إليه، وتنفير الناس منه، بل واستعداء العالم ضد المسلمين في كل مكان ذهبوا إليه، أو تواجدوا فيه.
وأضاف قائلاً: لقد أصبح لزاماً علينا التصدي لفكر الإرهاب بنفس درجة تصدينا للأيدي الآثمة المخربة، فالفكر الضال هو الذي يحرك هذه الأيدي القاتلة، وإذا كان رجال الأمن يتحملون الجزء الأكبر من مسؤولية مواجهة هذه الأيدي التي تحمل القنابل وتنزع فتيلها، فإن أهل الرأي والعلم هم رجال الأمن الفكري لمواجهة العقول الضالة والتصدي لها، لأنهم الأقدر على مجابهة الفكر الضال، وتفنيد دعاويه، وتقديم الأدلة الشرعية والعقلية على انحرافه وشذوذه.
وأكد الأستاذ سلمان العمري - في نهاية تصريحه - إن الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن وأمنه واستقراره مسؤولية الجميع، وليست مسؤولية رجال الأمن فقط، ففي ظلها أمنا جميعاً، واستفدنا جميعاً من مخرجات الخطط التنموية في بلادنا طوال العقود الماضية، وإذا كان رجال الأمن يتحملون العبء الأكبر في صيانة هذه النعمة، ويسهرون على حمايتها وشكرها، والناس نيام، وقال: إن الظروف الحالية تتطلب منا جميعاً أن نكون رجال أمن، كل في حدود طاقته، فالمفكر والمثقف مسؤول عن حماية الأمن الفكري من أي انحراف يصب في خانة التطرف والغلو، والعلماء مسؤولون عن تصحيح المفاهيم الخاطئة المخالفة لمبادئ وأصول العقيدة الناتجة عن إساءة الفهم أو التفسير أو التأويل المبني على الجهل أو الهوى، والخطباء والدعاة مطالبون بالتعريف بخطورة اختلال الأمن، وما يترتب على ذلك من آثار تضر بمصالح الأمة، وتسيء إلى الإسلام، والمعلمون والإعلاميون وكل فئات المجتمع كل في حدود قدرته واختصاصه.
إفشال المخططات الإرهابية
وفي ذات السياق، قال المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة المدينة المنورة الدكتور محمد بن أحمد الخطري آل طالب: إن فضل الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد وأهلها والمقيمين فيها لا تعد ولا تحصى، ومن ذلك توفيقه لرجال الأمن في إفشال كثير من المخططات الإرهابية التي سعت إلى تنفيذها تلك الفئة الضالة مستهدفة مقدرات وممتلكات المواطنين والمقيمين.. وثروات هذه البلاد التي أنعم الله بها عليها، مهنئاً في الوقت نفسه الجميع على نجاة الأمير محمد بن نايف من الحادث الإجرامي الذي أعده المجرمون والمطلوبون للعدالة.
وأشاد في هذا الصدد بالأعمال البطولية والتضحيات الكبيرة التي قام بها رجال الأمن على مدار السنوات الماضية في مواجهة معتنقي الفكر التكفيري، ومروجي الأفكار الهدامة، وهي محل فخر واعتزاز، منوهاً في هذا الصدد بالضربات الاستباقية التي وجهها رجال الأمن لتلك الفئة الضالة قبل أن ترتكب أعمال إجرامية وتنشر في البلاد والخراب والدمار.
فضح أفكار الفئة الباغية
من جهته حمد المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة الجوف الشيخ علي بن سالم العبدلي الله سبحانه وتعالى على سلامة سمو الأمير محمد بن نايف، مؤكداً على دور المواطن والمقيم وجميع فئات المجتمع في دعم ومساندة الجهود التي يبذلها رجال الأمن وأجهزة الدولة لفضح أفكار هذه الفئة الباغية وانحرافها الفكري الذي كان من آثاره الاستهانة بأرواح البشر ومقدراتهم.وشدد في هذا الصدد على أهمية الدور المناط بأئمة المساجد وخطباء الجوامع والدعاة تجاه توعية المصلين وتبصيرهم في أمور دينهم ودنياهم لمحاربة الأفكار المنحرفة، وقال: إن ذلك يتطلب من الجميع التكاتف والتعاون لمواجهتها كما يجب على الخطيب في خطبته إظهار وسطية واعتدال الإسلام ومحاربته للأفكار المنحرفة، خالصاً إلى القول: إن حماية ديننا ومعتقداتنا وبلادنا من الإرهاب والغلو واجب على الجميع إبراء للذمة سائلاً الله أن يحمي ديننا وعقيدتنا وبلادنا وولاة أمرنا من شر كل غال ومفسد وحاقد.