Al Jazirah NewsPaper Monday  31/08/2009 G Issue 13486
الأثنين 10 رمضان 1430   العدد  13486
مستعجل
تعاملت بسمو خلقك وتعاملوا بسوء أخلاقهم
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

الحادث الإجرامي الإرهابي.. حادثة الغدر والخيانة.. التي جرت وكانت تستهدف أحد رموز هذه البلاد.. حادثة تحمل معها العديد من الدلالات والدروس.. وفوق ذلك فهي تُعد استمراراً لمعركة هذه البلاد المقدسة مع الإجرام والإرهاب بكل أصنافه.

** أما لماذا استهدف درع الأمن ورمزه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، فهذا شيء معروف لكل مواطن بل للعالم كله.. إن هذا الرجل بتوجيه من سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز كان هو قائد معركتنا ضد الإرهاب.. وإنه بفضل الله تعالى ثم بجهود هذا الرجل المخلص لدينه ووطنه وأمته.. تم القضاء على الكثير من المخططات الإرهابية التدميرية، والتي لو فلتت - لا سمح الله- لكانت الأمور غير ما نراه.

** هؤلاء الإرهابيون المجرمون المفسدون في الأرض كانوا يستهدفون أمن واستقرار هذا الوطن.. كانوا يريدون تحويل بلادنا إلى أفعانستان أخرى.. وصومال آخر.. تكون مرتعاً لهم على حساب أمن الوطن والمواطن وأمن المقدسات.

** هؤلاء مجرمون تأصل فيهم الإجرام ولا يهمهم سوى تنفيذ مخططاتهم الخبيثة التي تنكشف يوماً بعد آخر وكان آخرها ما ظهر من تورط بعض الحاملين لشهادات ومؤهلات عليا.

** هذه الحادثة الإرهابية.. تعكس حجم الخسة والنذالة واللؤم الذي يتمتع به هؤلاء المنضوون تحت هذا الفكر الضال.. الذي يحاول التستر بلباس وعباءة الإسلام زوراً وبهتاناً.. لكن الإسلام بريء منه لأن الإسلام ليس فيه غدر ولا خيانة ولا لؤم ولا نذالة ولا فساد ولا إفساد وليس فيه سلب ولا نهب ولا تعطش لإزهاق الأنفس وتدمير الممتلكات وليس فيه خروج على ولي أمر المسلمين.. وليس فيه سعي لتفريق وحدة المسلمين وجماعتهم.. وليس فيه ضلال ولا إضلال.

** الإسلام لم يأمرنا أن نأتي إلى ديار المسلمين وديار المقدسات ونسعى فيها بالخراب والدمار والنسف والتفجير.

** والإسلام.. لم يأمرنا أن نربط حول أجسادنا أو نحشو في داخلها أحزمة ناسفة ونبحث عن ولاة الأمر الذين منحونا الثقة ثم نفجر أنفسنا لتدمير كل شيء.

** والإسلام.. لم يدعُ إلى الانتحار وقتل النفس.. هكذا من أجل خدمة أغراض مريضة وأنفس مريضة.. وأنفس تحكم فيها الإجرام والإفساد والحقد والكراهية.

** هذه الحادثة الإجرامية.. رغم أنها انعكست بفضل الله على المخططين والمنفذين لها.. ولم يصب أحد بسوء لكنها هزّت هذا الوطن ولكن هذا الصدى الذي تركته الحادثة هو صدى إيجابي لم يزد أبناء الوطن سوى المزيد من الولاء والحب والوفاء والتضحية لقيادتهم الرشيدة.

** لم يزد أبناء الوطن وقيادتهم سوى المزيد من التلاحم يداً واحدة في كل شيء.

** يد واحدة في البناء والتنمية والتطوير والتحديث وبناء الدولة.

** ويد واحدة في مواجهة كل عدو مهما كان هذا العدو الذي يحاول استهداف الوطن.. واستهداف قيادته الرشيدة.

** هذا الإرهابي الخبيث الذي دفعت به أيادي الشر إلى معركة خاسرة، شاء الله تعالى أن يهكله شر هلاك.. وشاء الله أن يفضحه في هذا الرمضان المبارك.. ويفضح كل الشرذمة التي تقف خلفه.. وشاء الله أن ينشر خزيهم على الملأ.. دون أن يُصب أحد من أبناء الوطن.

** الله جلت قدرته ستر ولطف (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)، الله تعالى دافع عن عباده المؤمنين.. دافع عن المؤمنين الصادقين.

** الله جلت قدرته دافع عن عباده الصالحين الذين يدافعون عن الدين وعن الإسلام والمسلمين.. عباده الصالحين الذين يدافعون عن العقيدة ويسعون بكل ما يملكون نشر الأمن والاستقرار والرخاء بين المسلمين.. رجال من عباده الصالحين الذين يبنون ويعملون لصالح الإسلام والمسلمين ولصالح الوطن والمواطن.

** ثم لنرى كيف هو الفارق بين التعامل الأخلاقي؟

** هذا الإرهابي الخبيث ومن معه من الخبثاء تعاملوا بخلق الغدر والخيانة واللؤم.. وسمو الأمير تعامل بخلق الإسلام خلق العروبة.. الخلق الرفيعة.. الأخلاق الإسلامية بكل ما تحمل من معانٍ سامية.

** أدخله بيته بأمان ورفض أن يخضع للتفتيش وإعطائه الأمان.. واستقبله بكل صدق وإخلاص ومحبة.. كما يستقبل أي شخص من أبناء الوطن.. لكن هذا الخبيث كان يحمل الشر واللؤم والغدر في داخله.

** سمو الأمير تعامل بأخلاق الإسلام السامية الرفعية.. وهذا المجرم تعامل بأخلاق المنافقين المجرمين بكل ما تحمل تحتها من مضامين سوء.

** ولست هنا لأتحدث عن إنجازات سمو الأمير وما قدمه لوطنه ولأمته.. فهذا سجل طويل كبير ويكفي أننا نتفيأ ظلال شجرة الأمن التي رعاها وتعاهدها بنفسه كل لحظة.

** يكفي أنه واجه الإرهاب بنفسه وضحى بنفسه.. وكاد أن يستشهد في هذا الرمضان المبارك.. من أجل أن يوفر لوطنه ومواطنيه الأمن.

** يكفي ما سمعناه من سموه الكريم بعد دقائق من الحادثة.. وهو يؤكد أنه ماضٍ في مهمته.. ماضٍ في أداء رسالته السامية.. ماضٍ في مواجهة هؤلاء الإرهابيين المجرمين القتلة.

** هكذا عرفناك يا سمو الأمير وهكذا يتحدث سجلك الناصع بالعطاء والإنجاز والتضحية.. وأنت في هذا الرمضان الكريم تعاملت بخلقك.. وهؤلاء تعاملوا بأخلاقهم.. فوقعوا في شر أعمالهم وأنجاك الله، ونحمد الله تعالى ونشكره على سلامتك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد