الرياض - منيرة المشخص
عبر عدد من المختصين عن استنكارهم الشديد للمحاولة الآثمة التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف عندما امتدت يد الغدر لاغتياله في الوقت الذي كان سموه يمد يد السلام والأمن والاحتواء لليد ذاتها, حامدين الله سبحانه وتعالى على نجاته ودحر رأس من رؤوس الإجرام التي لا تراعي حرمة الشهر الكريم.
(الجزيرة) استطلعت عدد منهم وخرجت منهم بهذه الحصيلة من الآراء فتحدث لنا بداية الدكتور علي بن دبكل العنزي عضو مجلس شورى سابق وأستاذ العلاقات العامة والإعلام - جامعة الملك سعود قائلا: إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف هي عمل جبان وغادر، فالأمير استقبل المدعي التوبة والعودة عن الفكر الضال في بيته وأعطاه الأمان، ولكن دائماً هذه الفئة لا تؤمن بالأمان، بل بالغدر منهجاً لها، والخيانة ديدنها، والقتل سبيل لها للوصول إلى أهدافها.
وقال الدكتور عبدالله بن أحمد الشعلان أستاذ علم الاجتماع والجريمة المساعد في كلية الملك فهد الأمنية: أولا الحمد لله على نجاة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من محاولة الاغتيال الدنيئة الفاشلة. فسمو الأمير محمد هو رمز للأمن في المملكة واجه الإرهاب بحكمة وتلمس أسبابه وعوامله ورسم خطة علاجه على المدى البعيد والقصير. اتخذ سياسة الاحتواء بدلاً من الإقصاء أملاً في علاج هذا الفكر الضال وتحويل عناصره إلى أدوات بناء بدلا من معاول هدم.
وفي السياق ذاته قال الدكتور ناصر بن علي العريفي أستاذ علم النفس ورئيس الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية وعضو لجنة المناصحة وعضو بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية: إن من شيم الكرام العفو عند المقدرة وهذا ما فعله أمير الأمن صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الذي لم يألوا جهداً في متابعة كل ما يتعلق بالنواحي الأمنية للحفاظ على الاستقرار الأمني لهذا البلد ومتابعة جميع القضايا الأمنية بمختلف أنواعها لكي يحظى الجميع بأمن وسلام، ويشير الدكتور العريفي إلى نهج سمو الأمير محمد الذي نهجاً عظيماً في عفوه عن كل من يتقدم لتسليم نفسه من المطلوبين أمنياً وقد وصل إلى درجة عالية من التسامح في سبيل علاج هؤلاء سواء من الناحية الفكرية أو من نواحي أخرى وهناك شواهد كثيرة على أسلوب وطريقة التعامل مع مثل هؤلاء.
وحول الموضوع ذاته يؤكد الدكتور صالح بن عبدالله الدبل أستاذ علم الاجتماع الجنائي المساعد كلية الملك فهد الأمنية: بأن ليس هذا التخبط جديدا وليس في هذا الظرف بالذات. بل إن التخبط بدأ مع بداية ظهور هذا الفكر. حيث مر بمراحل عديدة وبأشكال متعددة. وكل مراحله تتصف بهذه الصفات. فمرحلة الظهور، كانت مرحلة إقصائية منذ بدايتها.
وقال: لم يجدوا في داخل المملكة إلا الفكر المعتدل المتدين بالفطرة والذي يقدر العلماء والدعاة ويحترم الكبار وولاة الأمر ويرحم الصغير والفقير والضعيف ويمد يد العون للإنسان أيا كان دون تمييز. فتوجهوا للخارج فوجدوا بغيتهم بمناهج وتوجهات ووصفات جاهزة واستعانوا بمفتيهم عن مفتي بلادهم وبدؤوا يصنفون ويفسرون النصوص المحكمة لصالح فكرهم، وردوا رماحهم وحقدهم لصدور إخوانهم. ومن هنا جاء التخبط والإفلاس الكبيرين عندما توافق الشعب مع القيادة لحرب هؤلاء وفضح توجهاتهم الدخيلة فأصبحوا محبوسين في داخلهم غريبين عن مجتمعهم يهوون صناعة الموت ويهربون من الحياة والفلاح.
وحول الموضوع ذاته قال الدكتور خالد بن عبدالله السبيت أستاذ العلوم الإنسانية في كلية الملك خالد العسكرية: لا أشكُ لحظة أنَّ ما قام به المعتدي له دوافع دينية منحرفة، وهو ما يجعل العمل أمام عينيه قربة من القربات، ومن هنا تأتي خطورة هذا العمل الآثم الذي لا يقوم على أساس ولا يسير على منهاج صحيح، ولكنها الفتنة التي تزين للمرء الأعمال السيئة فيراها حسنة وقربة. وتساءل السبيت: ما الذي يجعل الانتحار الذي هو أحد الكبائر أمراً مشروعاً في نظر هذا المعتدي وأشكاله؟ وما الجواب الذي سيقوله عند السؤال عن نفسه التي أزهقها بغير حق؟ وعن الرجال الذين عرض حياتهم للخطر؟ ولولا رحمة الله ولطفه بعباده المسلمين لتعرضوا للقتل من دون حق.