كتب - محمد الدعجاني
صرخ ذاك الفتى الموهوب على طريقته الخاصة مساء الأربعاء الماضي والذي اكتسى باللونين الأزرق والأبيض ورسم بقدمه اليسرى أجمل اللوحات الإبداعية على المستطيل الأخضر التي أجبرت آلاف الحضور في مدرجات استاد الأمير فيصل بن فهد وملايين المشاهدين لمواجهة الهلال ونجران عبر الشاشة الفضية أن يرفعوا القبعة له ويصفقوا بحرارة ويضحكوا بشراسة ابتهاجاً بما قدمه وأيقنوا بأن فئة النجوم بريقها لا يختفي بل يذبل قليلاً وسرعان ما يستعيد توهجه.
هكذا كان الموهوب محمد الشلهوب الذي أوقف عجلة الإبداع في الموسم الماضي رغم قلة مشاركاته وراح البعض يكتب نهاية رجل مبدع ومهاري فرض اسمه في خارطة المنتخب السعودي قبل فريقه في سن مبكر حين بزغ نجمه وأذهل المتابعين والنقاد بإمكانياته المبهرة فما قدمه الشلهوب والفتى الأزرق المبدع في مساء الأربعاء الماضي يؤكد بأنه ينوي بأن يكون موسمه على الصعيد الشخصي (غير) فصال وجال وأرهق أفراد فريق نجران وقدم كرات على طبق من ذهب إحداها أعادت القناص ياسر القحطاني ليصافح الشباك فيما كان هدفه الثالث لفريقه حكاية من نوع آخر توقف عندها المحللون كثيراً ووصفوه بالهدف الأكمل والأمثل والأروع.
محمد الشلهوب شئنا أم أبينا يظل رقماً صعباً ومهماً في دهاليز الإبداع الكروي في ملاعبنا السعودية بل أكاد أجزم بأنه آخر المواهب الحقيقية التي قدمتها مدرسة الهلال الكروية، فتألقه منذ بداياته شهدت عليه منافساتنا المحلية والعربية بل القارية.
حالياً انضم مع نجوم منتخبنا للمعسكر الإعدادي قبل خوض مباريات الملحق ونأمل أن يواصل ابن الشلهوب تقديم عروضه المميزة إلى جانب زملائه ليزفوا الأخضر العملاق إلى المونديال الخامس.
لا أجد عبارة أختم بها بعض الكلمات التي تتحدث عن الفتى الموهوب سوى أمنياتنا بأن يواصل الشلهوب تألقه وتوهجه خصوصاً في الوقت الراهن والذي يتمتع فيه الهلال بجهاز فني مقتدر منحه الفرصة بعد أن ظل أسيراً لدكة الاحتياط فما كان له إلا أن يبتسم بشدة ويعانقه وهو يردد (رائع.. رائع) فجريتيس يثق بإمكانيات اللاعب ونحن كمتابعين نثق ونجزم بأنه لاعب من طراز نادر وقادر بالعزيمة القوية إعادة مستويات شلهوب زمان.