النجاح الأمني الذي تحقق لحكومتنا الرشيدة في محاربة واجتثاث الفئة الضالة لم يأت من فراغ وإنما بجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن الغالي بجميع أطيافه وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف كونه يتربع على قمة الجهاز الأمني في بلادنا.
ومع كل هذه النجاحات في قمع الفئات الضالة فإن حكومتنا الرشيدة عودتنا على التسامح والعفو وبذل الغالي والنفيس من أجل الوطن والمواطن مهما كان هذا المواطن بما فيهم هذه الفئة التي لم تخرج عن دائرة الاهتمام والرعاية من قبل الدولة مما جعلها تنهج أسلوباً لم يسبقها إليه أحد ألا وهو محاولة المناصحة لهؤلاء وتأليف قلوبهم بشتى الوسائل مادياً ومعنوياً.. ولكن يبدو أنه لابد من مراجعة الحسابات في هذا الشأن.. فمما يؤسف له أن التسامح مع البعض لا ولن يثمر ولعل ما حصل في منزل الأمير محمد بن نايف يدل على دناءة تلك الأنفس التي لا ترعى للشهر الكريم إلاً ولا ذمة ولا حرمة.. فإلى متى يستمر هذا التسامح مع هؤلاء نأمل أن لا يأتي اليوم الذي نقول فيه بصوت واحد لا (للمناصحة لأمثالهم) و(نعم للاجتذاذ) فهذه الفئة ينطبق عليهم قول الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}.
وخطورة هذه الفئة الضالة تكمن في أنهم لا يؤمنون بالتعددية في الآراء واختلاف الاجتهادات وأن رأيهم يحتمل الخطأ ورأي غيرهم يحتمل الصواب ولكنهم يؤمنون بأن آراءهم هي الحق الذي ليس بعده إلا الضلال وأن كل من لا يتبع طريقتهم ضال ومرتد لذلك يصعب إقناعهم وإعادتهم إلى الصواب فهم متعصبون ولا يزدادون إلا ضلال.
أحلوا سفك دماء المسلمين وحين يقتلون المسلمين لا يشعرون بلوم النفس ومستعدون لتفجير أنفسهم في المسلمين ويظنون أن الجنة في انتظارهم والحور العين يتحرقن اشتياقاً للقائهم إن ذلك هو الضلال البعيد، وهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام) ومن فضل الله أنه لا يكون معهم أحد من أهل العلم والفضل والسنة وأما الذي يدافع عنهم فهو منهم وقد أفصح رسول الله صلى الله عليه وسلم بحكمه فيهم بقوله (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمودا) صحيح البخاري ومسلم.
حمداً لله على سلامة أميرنا المحبوب محمد بن نايف وأسأل الله العلي القدير أن يحفظ ولاة الأمر والعلماء الصادقين المخلصين وأن يمن علينا بالأمن والأمان.