Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/08/2009 G Issue 13484
السبت 08 رمضان 1430   العدد  13484

دفق قلم
سلطان وسلمان عزْفُ الاخوِّة في أغادير
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

تستولي على مشاعري (مواقف الوفاء) حتى لا أستطيع من سيطرتها خلاصاً، وتملكني صفات النُّبْل والشهامة، وكرم الطباع حتى لا أستطيع منها فكاكا.

هنالك في مدينة أغادير المغربية حيث يستجم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -جمع الله له بين أجر الصبر والعافية- استطاع الرجل الشهم سلمان بن عبدالعزيز أن يرسم لنا بملازمته لأخيه أجمل لوحة من لوحات الأخوة الصادقة، والوفاء، وصلة الرِّحم في أرقى درجاتها وأجمل سماتها. ربما يمرُّ كثير من الناس بهذه اللوحة البديعة التي تُعْرَضُ علينا عبر وسائل الإعلام مرور الكرام، وربما يغفل كثير من الناس عن الاستمتاع بتلك المعزوفة للوفاء والصلة التي تطرب ألحانها القلوب، وتشرح الصدور.

من حق تلك المعزوفة (الأخوية) البديعة أن نتحدث عن جمال ألحانها، وروعة أنغامها، وأن نحرص على تدريب أولادنا على تذوق هذه الأنغام وتلك الألحان حتى يتشبعوا بإيقاعها الجميل في عصر انتشرت فيه القطيعة بين الأقارب والجفوة بين الإخوة، وغلبت فيه مطامع الناس على مشاعر الوفاء والصفاء والنقاء.

ومن حق تلك اللوحة البديعة لوحة الأخوة الصادقة، وصلة الرحم، وعلاقة القرابة، لوحة (سلطان وسلمان) أن نبرزها، ونعلِّقها في أُفق العلاقات الاجتماعية المتميزة حتى تتشبع برؤية جمالها، وبهائها نفوس الأجيال الناشئة التي بدأت تخبو عندها روح التآلف والمودة والتضحية، والتواصل الجميل.

إنها صلة الرحم -أيها الأحبة- آيات القرآن تحثنا عليها، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تدعونا إليها، وسيرة الأنبياء والمرسلين والمصلحين ترسم لنا منها أجمل اللوحات وأبهاها.

صلة الرحم التي أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أنها تعلَّقت بالعرش قائلة لربها، هذا مقام العائذ بك، وأن الله عز وجل أعطاها ما أرضاها بأن يصل سبحانه من وصلها ويقطع من قطعها، فهي تنعم بهذا الفضل من الله عز وجل، وينعم بصلة الله ورحمته ومغفرته وتوفيقه من وصلها، ويشقى بقطيعة الله وغضبه من قطعها، فمقامها عظيم، ومكانتها راسخة وقيمتها عند الله غالية.

هذه صلة الرحم تبرز أمامنا في أنموذج معاصر نراه بأعيننا كل يوم، يقف سلطان مستقبلاً ووراءه سلمان، يجلس متحدثاً وبجواره سلمان، ينام على سرير الشفاء -بإذن الله- وبجواره سلمان، أخٌ شهم وفيٌّ يلازم أخاه في أجمل صورة محبة ووفاء بين أخوين.

الحمد لله الذي جعلنا نرى هذا المعنى الراقي للوفاء في لوحة (سلطان وسلمان) وإنهما ليكتبان بحروف المحبة والمودة والوفاء والتعبد لله بصلة الرحم رسائل ذهبية موجهة إلى الأقارب والأرحام قائلة لهم: إياكم أن تخدعكم الدنيا ومتاعها الزائل عن هذه المعاني العظيمة في صلة الأرحام، إياكم أن تغرقوا في خلافاتكم ونزاعاتكم وتناحركم على فتات الحياة الزائلة، وتنسوا المتعة الروحية الكبرى، والسعادة العظيمة التي تتحقق للإنسان من خلال صلة الرحم، وحسن الخلق، وشيمة الوفاء. لم أستطع أن أقاوم ذلك البهاء الذي أراه متألقاً في لوحة الوفاء، لوحة (سلطان وسلمان) في أغادير المغربية، ولم أرض لنفسي أن أبقى صامتَ القلم أمام ذلك التطبيق العملي المشرق لصلة الرحم في أرقى حالاتها. عهدناك يا سلمانُ وفيَّاً لأهلك، واصلاً لرحمك، فاسمح لنا أن نعزف لك بأقلامنا حروف التقدير والإشادة، والدعاء الصادق لك بالأجر الوفير من الله العلي القدير.

أسأل الله أن يرزقنا وإياك الإخلاص، وأن يسعدك ويسعد بلادنا بشفاء أخيك وعافيته، وأن يجزيكما خير الجزاء على رسم هذه اللوحة البديعة للوفاء، وعلى عزف هذه المعزوفة الرائعة للأخوة الصادقة والصفاء، وأن نراكما عاجلاً على أرض الوطن تستكملان معزوفة الأخوة ولوحة الوفاء.

إشارة:

إذا أسلم الإنسانُ لله أمرَه

فكلُّ مُصابٍ في الحياة يهون


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد