أنا لا أعرف الأمير محمد بن نايف وليس لي أدنى علاقة به لا على المستوى المهني ولا على المستوى الشخصي ولست قريبة من طبيعة العمل اليومي الذي يقوم به. أعرف أنه رجل أمني بالدرجة الأولى وأنه يؤدي مهام مروعة لا تقوى عليها الجبال لكنني في حقيقة الأمر لست قريبة منه وليس لدي التفاصيل اللازمة لأحدثكم عنه من خلال أدائه الأمني. وهو الأكثر أهمية وفعالية في بقاء هذا البلد آمناً ومتعافى من كل.....
.... أنواع التطرف. أنا مجرد مواطنة عادية لا علاقة لها بكل الأوساط والأجواء التي يعملون بها لكنني مثل غيري وهم كثر كما أرى (على الأقل من عاشوا تجربة مباشرة وشخصية مع الأمير محمد بن نايف وليس بالضرورة أن تكون تجربة تمر عبر مسار القضايا الأمنية) أصيبوا بالهلع والجزع من الأخبار التي وصلت أولا عبر الجوالات الشخصية مبلغة عن الحادثة ولم يكن واضحاً ماذا حصل للأمير وكيف ومتى... وبعدها جاءت الرسائل النصية لتؤكد سلامته وخروجه من المستشفى!!!؟؟ كيف حدثت الحادثة الساعة الحادية عشرة والنصف وكيف وصل إلى المستشفى ومتى زاره الملك هناك وكيف تمكنت المحطات من التقاط الخبر الساعة الثالثة صباحاً؟؟. أسئلة صغيرة محيرة طرأت في ذهني وأن أتابع) وبعدها بدأت العربية (كأول قناة كما بدا لي) تبث الخبر عن سلامته من الاعتداء المريع.
الحدث هائل ومخيف بحجم مشكلة الإرهاب في أوساطنا وهي ربما أكثر عمقاً حتى من قضية الأربع والأربعين الذين تم القبض عليهم كما أشارت أحد التقارير الإعلامية من أن امرأ كهذا لابد أنه أخذ من التخطيط شهوراً سبقت العملية الأمنية الأخيرة وهذه أحد التحليلات أو أن ينظر إليها في إطار أن تكون ردة فعل سريعة لهذه الاعتقالات لإثبات القدرة التكنولوجية والتفجيرية عن بعد والتي تناقلتها وسائل الإعلام وهو ما دفع (أقول ربما) بهذه المجموعة لتزرع في عقل وجسد عميلها المؤدلج المسكين قبول فكرة التمزق من أجل تحقيق هدف القتل لكن يد الله كانت هي الأقوى وأنا اؤمن أن دعاء النساء المظلومات والمكلومات اللاتي أعرف بعضهن ممن ساعدهن الأمير وساعد أولادهن بعقل الأب قبل عقل المسؤول هو من حفظ سموه من السوء وكتب الله لسيئ الحظ هذا أن يتعثر والحمد لله قبل أن يصل إلى الأمير مباشرة!!! (ولم يحدث ذلك مصادفة أيضاً) فلا بد أنه مزروع بالقلق والتوتر الذي لم يمكنه من المشي بخطى ثابتة نحو الهدف فتعثر وانفجر بما يحمله جسده من كره وتدمير فتحول إلى أشلاء ممزقة.
وأصدقكم القول فأنا لا أجد هذا أيضاً ممتعاً أو يحقق التشفي ممن أراد القتل فهو قاتل لنفسه. أمتلك القناعة بأن الله حين خلقنا جميعاً إنما خلقنا بنفس إيجابية لعمارة هذه الأرض حتى تقوم الساعة وان ينحرف امرؤ ما عن الخط الإنساني المعتاد الذي نشأنا على حمايته وتواترت الحضارات الإنسانية في ظله فلابد أن ذلك أمر خارج عن الطبيعة الإنسانية التي فطرنا عليها وهو ما أجبر عليه هذا الشاب عن طريق التهيئة الذهنية المريضة من البيت وأستاذ العلوم في المدرسة (؟؟) (أو الدين ؟؟) وربما إمام المسجد بعد المدرسة ورعاة الأنشطة اللاصفية من المعلمين النشطين ثم يكتمل بمباركة العائلة على صلاحه وعلمه فيفتي فيمن يفتي ويتخذ القرارات اليومية في بيته كل يوم وفي استراحة العائلة الأسبوعية أو في بيت الأب يوم الأربعاء والخميس ويمنحه كل من حوله رجالاً ونساء المباركة والقبول الاجتماعي والثقافي لأن هذه التوجهات المتطرفة هي التي ستحميه من التغريب ومن المخدرات وتعطيه مكانة العالم التي تم تأكيدها في كتب العلم الشرعي وهو الآن الأعلم بها فأي حلم تحقق لأسرة!!
هذه أحد الوجوه الصامتة التي لا يعرفها كثيرون لمحمد بن نايف لكنني أريد أن أضيف بالحديث عن وجه آخر لا أظن أن أحداً حدثكم عنه فيما يخص هذا الأمير. أؤكد مرة أخرى أنني لم يحدث أن اضطررت إلى مقابلته أو الحديث معه لأي سبب لكنني سمعت من نساء كثيرات حولي ممن فقدن العائل لسبب أو لآخر فتم تجميد أموال الزوج في البنوك لعدم ظهور الأدلة مثلا أوعدم التبليغ عن الوفاة وتظل الأسر حائرة في زوج ذهب أدراج الرياح لكن لم يحكم بشكل قاطع بموته أو اختفائه لكن الإجراءات القانونية تتطلب إيقاف حقوقه وحقوق عائلته المالية المدنية حتى يتم العثور على المتسبب؟؟
المشكلة هنا لم يعد فقط اختفاء رفيق الدرب بالنسبة للمرأة بل فقد الدعم المادي والمعنوي من كل المستويات ثم العثرات التي لا تنتهي للمسار التعليمي والشخصي لها إذا كانت موظفة وللأبناء في حال الرغبة في أكمالهم التخصص وتتفنن المؤسسات البيروقراطية في تعطيل وملاحقة من لا علاقة لهم من أبناء صغار لتمتلئ حياتهم بخبرات مبكرة لا يتحملونها كأطفال بما يبشر بخلق شخصيات عصابية تحتاج إلى علاج نفسي وقد تمتهن الجريمة أو الإرهاب مستقبلا وكلها تدمير لمستقبل الشباب والوطن.
وهنا نجد أن سيرة محمد بن نايف العطرة تمشي على كل لسان عند هذه الأمور. أشهد لوجه الله أنني سمعتها من الكثير من النساء اللاتي يحاولن الاتصال بالأمير وقد يكون في اجتماع أو سفر لكنه وفي اليوم نفسه (في الغالب) يرد المكالمة بنفسه للأم بعد أن يدرس كل تفاصيل قضيتها وقبل أن تفتح فمها تجده يتشاور معها حول الحلول التي تحمي وتساعد الأطفال على تجاوز تعقيداتهم فإذا كان الموضوع بعثة دراسية تم تسهيلها وإذا كان الأمر نقوداً من البنك تم فك الحجر عنها وإذا كانت أوراقاً ومطالبات رسمية أنهاها بنفسه من خلال مساعديه وغير ذلك من القضايا والتعقيدات اليومية التي تجد النساء السعوديات أنفسهن أسيرات لها في ظل عدم وجود قوانين ضابطة لعلاقة المرأة بالرجل في هذا المجتمع زوجاً كان أو أخاً أو وكيلاً وعدم وضوح مفهوم الولاية مما يدفعهن إلى الاستعانة بمن يمتلك الصلاحية حتى يمرر الصلاحية حفظاً لكيان عائلاتهن.
سلامات.. نقولها من القلب للأمير ولزوجته النشطة الصامتة الصبورة ريما بنت سلطان وقد التقيتها وبناتها في المحافل التعليمية والثقافية وفي الأنشطة الاجتماعية الخاصة بالعمل الخيري. والأميرة ريما بدعمها اللا محدود لأوقات عمل زوجها الطويلة جدا وفتح أبواب منزلها للحائر والخائف والمحتاج مثلت دائما منبعاً داعماً له يمكنه من تسخير كل هذا الوقت في حماية الوطن فحمدا لله على سلامتك أيها الأمير النشط وحفظ لكم يا ريما وسارة ولولوة القائد والزوج والأب والسند وأبقاه في صحته ورؤيته نصراً لكم وللوطن ولكل امرأة لا تجد صوتاً يسمعها وندعوها لتطرق بابه لكن رجاء: من غير جوال!!