لم نجد في تاريخنا المعاصر من أقام العدالة، وفرض الأمن، واستن الحدود الشرعية، ونشر العلم، وأتاح الفرص للجميع، وكفل رعاية عالية للشعب بغرض المزيد من الحريات، ألا وهي دولة الحضارة والعز والاستقرار والتوطين،
دولة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود.. لقد عمل أبناء الملك الراحل على المضي في البناء الذي أسسه المليك المفدى -رحمه الله-، وهو إثبات بأن إستراتيجية (عبدالعزيز آل سعود) كانت مبنية على أسس علمية راسخة من الوعي والتخطيط والإدراك لمتطلبات كل مرحلة من المراحل التي عاشها السابقون وأدركها الحاليون من أبناء هذا الوطن الكبير.. وفي كل مرحلة يأتي تأكيد ولاة الأمر على الحفاظ على الشرع، والحدود، والقيام بما تقتضيه السنة النبوية الطاهرة تجاه كل القضايا الخاصة والعامة، وكان ولا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل مناسبة وغيرها يركز لإخوانه وأبنائه المواطنين على تقوى الله سبحانه وتعالى والعمل بما يرضي الله أولاً حرصاً على:
- الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين.
- القضاء على الفساد بكل أنواعه وسمومه.
- استمرار الحرب على الإرهاب والإرهابيين.
- استمرار البذل من الأموال لمصلحة المواطنين والصرف على معامل التنمية والتطوير في كل تخصص وكل مجال.
وكان -حفظه الله- أثناء حفل جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية أول وآخر ما سأل وردد هذا عن أين مساجد وبيوت الله.. هنا في هذه الجامعة؟ قبل الحديث ورؤية ماذا تم من مشاريع؟ ولعل هذا يؤكد على قوة هذه الدولة السنية، واستمرار نهجها بالاعتماد على الباري عز وجل في كل شيء ومن ثم تأتي الطروحات الأخرى، إنها مسيرة دولة أقامت شرع الله، وحافظت على منهجها الإسلامي الرصين كأول دولة عربية إسلامية تطبق الحدود والشرع، ولا تجيز أي عمل يتنافى مع ذلك، حتى مبدأ التسامح مع الفئات الباغية أو التي بغت كانت الدولة بحسن القيادة الرشيدة تتعامل معهم بكل النوايا الطيبة، حتى السابقين من المفسدين والإرهابيين أبدت معهم بكل صراحة التسامح والعفو، بل وأكرمتهم بكل ما تعنيه الكلمة والفعل، وبعد هذا يأتي أحد هؤلاء البغاة لأداء عمل سيىء يزيد من أن نقول عنه إنه استمراء، وغش، وخداع، وتمرد لم نعهده من قبل أن العمل الإرهابي الذي قام به أحد هؤلاء العابثين في مجلس سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية بتفجير ذاته، ليؤكد مجدداً على أن الورقة التي سقطت مساء يوم أمس وفي أحد أيام الشهر الفضيل، تحتاج من الحكومة الرشيدة أن تبدأ في التعامل مع أمثال هذه الفئة بضربات موجعة، ضربات في الصميم بعد أن انكشف الوضع وبعد أن ضاعت القيم، وبعد أن فقدت الثقة، ثبت بأن عودة هؤلاء إلى الحق، بفرض التسامح أمر غير مجدٍ، لأن الوزر الذي في دمائهم لن يذوب أو يعتدل إلى الحق.. إن مجتمعنا حقيقة يعاني من وجهين مختلفين، ولن يعتدل إلا إذا تمت مكافحته وضربه بقوة، وهي قوة الحق المستمدة من شرع الله، فلو تخيَّلنا بأننا نعيش في قالب واحد للمواطنة، أكون غير صادق لو ادعيت هذا؟؟ ونحن في مجتمعاتنا بالجامعات والمدارس نعرف بأن هناك فئات من أمثال هؤلاء المتشددين، والمتطرفين، والبغاة، الذين يمارسون أسوأ أدوات الشر والفساد والإرهاب يعيشون بيننا بوجه، ويظهرون وجهاً آخر في منازلهم، مع جماعاتهم، في أماكن العمل، في المساجد، في المنتديات وفي القنوات الفضائية وفي المؤتمرات... إلخ... أو حتى في كتاباتهم أو لمن يكتب أو يسمح لهم بالنشر.
إن حادثة الأمس سوف تعلمنا المزيد من الفضائل والأخلاقيات التي ينبغي أن نتعامل معها بحذر، ويكفي أن أبواب المليك والأمراء المسؤولين وغيرهم ستظل مفتوحة للجميع، إنها صورة من الفضيلة لا تُوجد في بلاد أو أبواب أخرى، فهل بعد هذا التسامح، والعطف، والتقدير يأتي من يحاول اغتيال مسئول كبير، كان ولا يزال مثال والده الكريم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أحد أهم حماة الأمن في بلد الأمن..؟؟، وليحفظ الله الأمير محمد بن نايف ويدمي كيد الحاقدين.! ويديم على بلدنا نعمة الطمأنينة والرفعة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، والنائب الثاني - حفظهم الله-.
Zak-lal@yahoo.com