الجامعات تمثل مراكز أكاديمية عليا ومعاقل بحثية لتطوير المعارف إلى منتجات وخدمات لكن هذا البعد العلمي- رغم أولويته - ليس فقط هو ما يمكن للجامعات أن تقوم به في المجتمع، فالتأمل في تاريخ كثير من مدن العالم يكشف أن الجامعات كانت نواة لإنشائها وتطوير مستوى المعيشة لساكنيها ودراسة واقعها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، بل ووصل التماهي بين المدينة والجامعة لدرجة أن بعض المدن لم تعد تعرف سوى من خلال جامعاتها.
وموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على إنشاء أربع جامعات جديدة في الدمام والخرج وشقراء والمجمعة لم يكن مستغربا في ظل التسارع الذي تشهده مسيرة التعليم العالي في المملكة والدعم اللامحدود الذي تلقاه من لدنه.
فمثل هذه الخطوة والسعي الدؤوب لإنشاء مدن ومرافق جامعية في سبع محافظات في المملكة يمثل البداية الحقيقية لغرس العلاقة التنموية بين المراكز العلمية والمحافظات، والأمل في وزارة التعليم العالي أن لاتقف عند حدود إنشاء الجامعات وتأمين مقاعد دراسية لأبناء مناطقها وإنما السعي إلى استثمار تنوعها الجغرافي من خلال تطوير منظومة بحث علمي مشترك - حتى وان كان الجانب البحثي في تلك الجامعات محدودا - للمساهمة بتطوير محافظاتها ومدنها الصغيرة وتفعيل مساهمتها في المنظومة التنموية الوطنية.