(دفاع عن الصحابة الكرام، تلاميذ محمدٍ عليه الصلاة والسلام)
|
دعوا عنكم صحابَتَنا الكراما |
فكلٌّ في مراتبه تسامى |
وكلّ عظَّمَ الإحلامَ حتى |
عرفناهم عَمالقة عظاما |
وكلّ نال في الأمجاد سهماً |
فما أسْمَى وما أغلى السِّهاما |
نجوماً بعد خيرِ النَّاسِ كانوا |
وما زالوا، يُزِيحونَ الظَّلاما |
تلاميذ النبوَّةِ، خير صَحْبٍ |
لمنْ كانتْ نبوَّتُه خِتاما |
رأتهم صافناتُ المجدِ جُنْداً |
وقد نَصَبوُا من النَّقْع الخياما |
فردَّدَتِ الصَّهيلَ لهم تَحَايا |
وأَلْقَتْ في أَكُفِّهِمُ الزِّماما |
مُهاجِرُهم، له شَرَفٌ عظيمٌ |
وأنصاريُّهم حَمَلَ الوِسَاما |
رجالٌ سجَّل التاريخ عنهم |
بطولاتٍ تُبصِّر مَنْ تعامى |
نجومٌ في السَّماء فكيف يرقى |
إليها مَنْ أبى إلاَّ الحُطَاما؟! |
ألا يا من تعلَّقتم بوهمٍ |
وحوَّلتم شريعتنا خصاما |
وكوَّنتم لكم قاموسَ شَتْمٍ |
صَديدُ حروفِه يُؤْذي الكراما |
وخُضْتم بالهوى مستنقعاتٍ |
من الأَحقادِ، زادتكم سَقاما |
دعوا عنكم أبا بكرٍ، صَدِيقاً |
وصدِّيقاً ومِقْداماً هُمَاما |
رفيقُ المصطفى في الغارِ، أَكْرِمْ |
بها مِنْ صُحْبةٍ رفَعَتْ مقاما |
دعوا الفاروقَ صرحاً من شموخٍ |
أضاءَ بعَدْلِه مصراً وشاما |
دعوا عنكم حبيبةَ مصطفانا |
ولا تَسْتَسْهِلوُا فيها الكَلامَا |
كتابُ اللهِ برَّأَها، فَسُحْقاً |
لكلِّ منافقٍ حَسَرَ اللِّثاما |
دعوا قِمَمَ الصَّحابةِ فهيَ أَعْلَى |
وأنَّى يَبْلُغُ الخُفُّ السَّناما؟ |
ألا يا من شربتم كَأْسَ حقدٍ |
وأَحْدَثْتُم عن الصَّفِّ انقساما |
أعوذ بخالقي من سوءِ فعلٍ |
يصوِّره ضلالكم الْتِزَاما |
لآلِ البيتِ أرسلتُ القوافي |
تَزُفُّ لهم فؤاداً مُسْتهاما |
منحناهم على الإسلام حُبًّا |
وقدَّمْنا التحيَّة والسَّلاما |
لنا من ديننا شمسٌ، ضُحاها |
يفرِّقُ لَيْلَكم مهما تَرَامَى |
نَفَضْنا ما أَثَرْتُم من غُبارٍ |
ومَن نَفَضَ الغُبَارَ رأى الغَماَما |
(عليٌّ) رابعُ الخَلَفاءِ، إنَّا |
لَنَمْنَحُهُ مشاعرَنا (احتراما) |
نُحبُّك يا أبا السِّبْطَيْنِ حُبًّا |
لو اصطبغَ الجمادُ به لَهاَما |
ولو شمَّتْ روائحَهُ الرَّوابي |
لما احتفلَتْ بوردٍ أو خُزامى |
نُحِبُّكَ ما شَعَرْنا أنَّ حُبًّا |
يعلِّمنا التناحُرَ والصِّداما |
بخير الناس فيك قد اقتدينا |
فما نرضى لِعُرْوَتنَا انفصاما |
ولا نرضى الغُلُوَّ فقد وضَعْنا |
على فَمِ كلُّ إِفراطٍ لجاما |
ألا يا مَنْ رفعتم للتَّجنِّي |
شِعاراً يحمل الموتَ الزُّؤاما |
شريعتُنا كَضَوْءِ الشَّمْسِ، لكنْ |
جعلتم ضَوْءها فيكم قَتَاما |
نَصَبْتُم حُبَّ آلِ البيتِ جسراً |
لدعواكم، فضلَّلْتُم أناما |
وكيف يحبُّهم مَنْ لا يُراعي |
مبادِئَهم ولا يرعى الذِّماما |
نقول لكم، وأعْيُنُناَ تراكم |
كما أنتم، سراباً أو جَهَامَا: |
بعيدٌ عن شريعتنا، مُكِبٌُّ |
على بِدَعٍ، وإنْ صلَّى وصاما |
تكشَّفتِ المواقفُ عن جموعٍ |
تُكَثِّفُ حَوْلَ خَيْبَتِها الزِّحاما |
تُعلِّمنا النَّوازِلُ حين تأتي |
دروساً تُوْقِظُ الشَّهْمَ الهُمَاما |
وما الفِتَنُ العظامُ سوى اختبارٍ |
يُبيِّن مَنْ هَوَى ومَنْ استقاما |
|