Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/08/2009 G Issue 13482
الخميس 06 رمضان 1430   العدد  13482

تلاميذ النبوَّة
شعر - عبدالرحمن صالح العشماوي

 

(دفاع عن الصحابة الكرام، تلاميذ محمدٍ عليه الصلاة والسلام)

دعوا عنكم صحابَتَنا الكراما

فكلٌّ في مراتبه تسامى

وكلّ عظَّمَ الإحلامَ حتى

عرفناهم عَمالقة عظاما

وكلّ نال في الأمجاد سهماً

فما أسْمَى وما أغلى السِّهاما

نجوماً بعد خيرِ النَّاسِ كانوا

وما زالوا، يُزِيحونَ الظَّلاما

تلاميذ النبوَّةِ، خير صَحْبٍ

لمنْ كانتْ نبوَّتُه خِتاما

رأتهم صافناتُ المجدِ جُنْداً

وقد نَصَبوُا من النَّقْع الخياما

فردَّدَتِ الصَّهيلَ لهم تَحَايا

وأَلْقَتْ في أَكُفِّهِمُ الزِّماما

مُهاجِرُهم، له شَرَفٌ عظيمٌ

وأنصاريُّهم حَمَلَ الوِسَاما

رجالٌ سجَّل التاريخ عنهم

بطولاتٍ تُبصِّر مَنْ تعامى

نجومٌ في السَّماء فكيف يرقى

إليها مَنْ أبى إلاَّ الحُطَاما؟!

ألا يا من تعلَّقتم بوهمٍ

وحوَّلتم شريعتنا خصاما

وكوَّنتم لكم قاموسَ شَتْمٍ

صَديدُ حروفِه يُؤْذي الكراما

وخُضْتم بالهوى مستنقعاتٍ

من الأَحقادِ، زادتكم سَقاما

دعوا عنكم أبا بكرٍ، صَدِيقاً

وصدِّيقاً ومِقْداماً هُمَاما

رفيقُ المصطفى في الغارِ، أَكْرِمْ

بها مِنْ صُحْبةٍ رفَعَتْ مقاما

دعوا الفاروقَ صرحاً من شموخٍ

أضاءَ بعَدْلِه مصراً وشاما

دعوا عنكم حبيبةَ مصطفانا

ولا تَسْتَسْهِلوُا فيها الكَلامَا

كتابُ اللهِ برَّأَها، فَسُحْقاً

لكلِّ منافقٍ حَسَرَ اللِّثاما

دعوا قِمَمَ الصَّحابةِ فهيَ أَعْلَى

وأنَّى يَبْلُغُ الخُفُّ السَّناما؟

ألا يا من شربتم كَأْسَ حقدٍ

وأَحْدَثْتُم عن الصَّفِّ انقساما

أعوذ بخالقي من سوءِ فعلٍ

يصوِّره ضلالكم الْتِزَاما

لآلِ البيتِ أرسلتُ القوافي

تَزُفُّ لهم فؤاداً مُسْتهاما

منحناهم على الإسلام حُبًّا

وقدَّمْنا التحيَّة والسَّلاما

لنا من ديننا شمسٌ، ضُحاها

يفرِّقُ لَيْلَكم مهما تَرَامَى

نَفَضْنا ما أَثَرْتُم من غُبارٍ

ومَن نَفَضَ الغُبَارَ رأى الغَماَما

(عليٌّ) رابعُ الخَلَفاءِ، إنَّا

لَنَمْنَحُهُ مشاعرَنا (احتراما)

نُحبُّك يا أبا السِّبْطَيْنِ حُبًّا

لو اصطبغَ الجمادُ به لَهاَما

ولو شمَّتْ روائحَهُ الرَّوابي

لما احتفلَتْ بوردٍ أو خُزامى

نُحِبُّكَ ما شَعَرْنا أنَّ حُبًّا

يعلِّمنا التناحُرَ والصِّداما

بخير الناس فيك قد اقتدينا

فما نرضى لِعُرْوَتنَا انفصاما

ولا نرضى الغُلُوَّ فقد وضَعْنا

على فَمِ كلُّ إِفراطٍ لجاما

ألا يا مَنْ رفعتم للتَّجنِّي

شِعاراً يحمل الموتَ الزُّؤاما

شريعتُنا كَضَوْءِ الشَّمْسِ، لكنْ

جعلتم ضَوْءها فيكم قَتَاما

نَصَبْتُم حُبَّ آلِ البيتِ جسراً

لدعواكم، فضلَّلْتُم أناما

وكيف يحبُّهم مَنْ لا يُراعي

مبادِئَهم ولا يرعى الذِّماما

نقول لكم، وأعْيُنُناَ تراكم

كما أنتم، سراباً أو جَهَامَا:

بعيدٌ عن شريعتنا، مُكِبٌُّ

على بِدَعٍ، وإنْ صلَّى وصاما

تكشَّفتِ المواقفُ عن جموعٍ

تُكَثِّفُ حَوْلَ خَيْبَتِها الزِّحاما

تُعلِّمنا النَّوازِلُ حين تأتي

دروساً تُوْقِظُ الشَّهْمَ الهُمَاما

وما الفِتَنُ العظامُ سوى اختبارٍ

يُبيِّن مَنْ هَوَى ومَنْ استقاما


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد