أطل الشهر الكريم، وامتلأ الكون بعبيره وألقه. وشهدت شبكات الهواتف النقالة في كل أرجاء العالم الإسلامي زخماً هائلاً من رسائل المهنئين والمهنئات برمضان المبارك، هذا غير الاتصالات الصوتية وخلافها التي انهمرت مهنئة وداعية الله أن يجعله شهر صيام وقيام وغفران للذنوب.

الدنيا هي الدنيا، لا تتغير ولا تتبدل، لكن مبتكرات الناس وإبداعاتهم هي التي تغير وجه الحياة، فمن كان يتصور قبل بضع مئات من السنين أن شيئا اسمه التلغراف سيحدث ثورة تقنية لم تعرفها البشرية طوال وجودها على الأرض؟! ومن كان يعتقد أن البرقيات نفسها ستصبح من الماضي بتقنيات الاتصال الحديثة والمتطورة، حيث المحطات الأرضية والأقمار الصناعية التي أحالت العالم كله لما يسمى بالقرية الكونية؟!

التقنية تولت الآن ما كان يفعله الحمام الزاجل، وما كان يؤديه ساعي البريد المتجول على ظهر البعير، بل تجاوزت ذلك عبر الاتصالات الهاتفية المتطورة، ورسائل الجوال والبريد الإلكتروني التي لم تخطر يوما ببال بشر!

الحاسوب دخل حالياً بقوة غير مسبوقة في تهاني الشهر الكريم، ولاحظ مستخدمو الإنترنت أن هناك استفادة قصوى من برامج التصميم الإلكتروني، وبرامج معالجة الصور، فتم من خلالها تصميم وإخراج بطاقات التهاني بالشهر الكريم، مصحوبة بالألوان الباهرة، والصور المعبرة، ليقوم هؤلاء الفنانون الموهوبون ببثها لأصدقائهم وأهليهم وزملائهم وكل من يحبون.

إن حوسبة المجاملات والتهاني والصلات والاتصالات هي من ابتكارات الإنسان، وهي دليل على أن الدنيا لا تتغير، بل التغير هو ما يضيفه الإنسان للحياة من وسائل وابتكارات، لأن ما يتم عن طريق تقنية الجوالات والحواسيب من تواصل هو صورة متقدمة للتواصل السابق، فيبقى الجوهر متألقاً كحاله، وتتغير الوسيلة لتركب صهوة التقنية وتلبس ثيابها البهية القشيبة.

إطلالة رمضان أبرزت موهوبين في مجال التصميم الحاسوبي، وملأت صناديق الوارد بإبداعات متألقة في أوعية التهاني والتبريكات، فكان ذلك جزءا صغيرا من خير عميم يكتنزه الشهر الكريم، وينفح به صائميه وقائميه.

أعاد الله رمضان على الأمة الإسلامية بمزيد من المنعة والرخاء والتقدم في كل المجالات وعلى رأسها التقنية الحديثة في الحقول الاتصالية والحاسوبية والرقمية، وكل عام والجميع بألف خير.