أعلنت مجموعة كوريا العالمية للميديا مؤخرا إطلاق قناة (كوريا تي في) كأول قناة أجنبية خاصة بمصر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبث إرسالها من المنطقة الإعلامية الحرة بمدينة الإنتاج الإعلامي عبر القمر الصناعي المصري نايل سات للتعبير عن الثقافة الكورية في المنطقة العربية. وقال كاسي لي العضو المنتدب ل(كوريا تي في) إن القناة تقدم مواد ثقافية وفنية تعبر عن الحضارة الكورية القديمة والتطور القائم في المجتمع الكوري الذي يمتلك الاقتصاد رقم 13 في العالم رغم أن الثورة الصناعية الكورية لم تبدأ إلا عام 1961.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) حول الاتجاه السياسي والإخباري للقناة، قال كاسي لي إن القناة تحمل الطابع الثقافي بالأساس وترغب في ربط الشعبين الكوري والعربي بعلاقات ثقافية قوية باعتبار الثقافة جسرا أهم من السياسة في الربط بين الشعوب. وأشار إلى أنه كصحفي ومقدم برامج إخبارية في المقام الأول يدرك جيدا أن الأنشطة السياسية لا يمكنها الربط بين الشعوب بعكس النواحي الثقافية.
وأوضح أن قناة (كوريا تي في) مشروع خاص لا علاقة للحكومة الكورية الجنوبية بتمويله على الإطلاق بعكس مشروعات سبقت لإطلاق قنوات أخرى وبالتالي يبقى الاهتمام منصبا على البشر وليس على السياسات. وأوضح أن محتوى القناة بالكامل مترجم للغة العربية كما تضم عددا من المواد الناطقة بالعربية لأن جمهورها المستهدف هم الناطقون بالعربية. وأضاف أن شركة كوريا العالمية تسعى في الأعوام القادمة لتوسيع نطاق قنواتها بإطلاق قنوات خاصة بجنوب شرق آسيا والهند والأمريكيتين وغيرها من المناطق التي تعرف وجودا ملحوظا للثقافة الكورية من خلال التبادل التجاري.
وردا على سؤال حول الاستثمارات التي تم تخصيصها للقناة، قال إن مبالغ كبيرة تم إنفاقها لتدشين القناة لا يمكن الحديث عنها في الوقت الحالي لكن الأهم أنه تم تخصيص 3 ملايين دولار في العام الأول لإطلاق القناة لإنتاج مواد برامجية خاصة للقناة تتناول الشرق الاوسط وتعبر عن العرب كما تم تخصيص 5 ملايين أخرى لدعم الإنتاج في العامين المقبلين.
وقال يون جون كون السفير الكوري الجنوبي في القاهرة إن مبادرة إنشاء القناة تعبر عن مدى التواجد الكوري في مصر والمنطقة العربية التي تظهر بوضوح في الشارع والبيت العربي من خلال المنتجات الكورية الكثيرة، مشيرا إلى أن الجهود الاقتصادية والتجارية لا يمكنها أبدا أن تكون بديلا لدعم النشاط الثقافي. وبدأت كوريا تي في بثها التجريبي في منتصف مايو الماضي ببرامج تبث 24 ساعة يوميا على مدار الأسبوع وكل محتويات القناة مترجمة إلى العربية. واستقبلت القناة بحسب القائمين عليها منذ بداية بثها التجريبي وحتي الآن أكثر من 10 الاف رسالة إلكترونيه تحتوى على طلبات بعرض مسلسلات وبرامج كورية بأسماء ممثلين كوريين بعينهم ما يؤكد دراية العرب بالمحتوى الكورى. من جانبه، عبر السفير محمد الزرقانى مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأسيوية حاليا والسفير المصري القادم إلى كوريا الجنوبية عن الدور الإيجابى الذي تلعبه مثل هذه الاستثمارات في تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد أن إطلاق القناة في الوقت الذي تلعب فيه وسائل الإعلام وخاصة المرئي منها دورا رئيسيا في التأثير على أفكار الشعوب سوف يساعد بشكل إيجابى في تدعيم ونشر الثقافة الكورية في منطقة الشرق الأوسط. بدوره، قال السفير الكورى بمصر يون جون كون إن هناك تناميا ملحوظا في العلاقات الاقتصادية بين كوريا ومصر والمنطقة العربية وهناك خططا استثمارية مشتركة لتدعيم هذه العلاقات. وأضاف أن كوريا تي في هي امتداد لهذه العلاقات المتميزة وستساعد بكل تأكيد علي تنميتها وتطويرها. وتبدأ كوريا تي في خلال الفترة المقبلة إنشاء استديوهاتها الخاصة في مصر لعرض احدث تقنيات الإنتاج التلفزيونى من مختلف انحاء العالم بما في ذلك إنتاج الرسوم المتحركة لتعمل على التوسع في جميع أنحاء العالم انطلاقا من القاهرة.
واتجهت كثير من دول العالم في السنوات الخمس الأخيرة لإنشاء قنوات ناطقة بالعربية أو موجهة للعرب بمبادرات حكومية بالأساس خاصة بعد زيادة الاهتمام العالمي بالمنطقة في أعقاب غزو العراق وتفجيرات الحادي عشر من أيلول - سبتمبر 2001 لكن تبقى كوريا تي في أول قناة خاصة في هذا الإطار.