لعل الكثير اطلع على ما نشر في الصحف المحلية بشأن ما تقرر في منطقة الرياض حول الاحتفاء بعودة ولي العهد صاحب السمو الأمير الملكي سلطان بن عبد العزيز إلى أرض الوطن من رحلته العلاجية، بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء، وتحويل الاحتفال بعودته إلى مشروعات إنسانية صحية يحتاجها المجتمع تحت مسمى (برنامج الأمير سلطان للطوارئ والخدمات الإسعافية) وهي مشروعات صحية ضخمة تتوزع في أرجاء مدينة الرياض.
وبرغم رغبة الناس بإظهار فرحهم بعودة أميرهم الشهم إلى بلاده معافى؛ إلا أن استبدالها بهذه المشاريع الحيوية غير مستغرب سيما أنها تنطلق من سيرة اختص بها ولاة الأمر من ابتعادهم عن أشكال البهرجة، وإشغال الناس بإقامة الاحتفالات، وتكليفهم الأموال. ورغبتهم بتوجيه تلك الأموال وتحويلها لمشروعات نافعة يعود خيرها على الجميع، وتصب في مصلحة الوطن والمواطن، وتبقى شاهدا على محبة الناس لزعمائهم.
وتلك الفكرة هي سنة حميدة بدأها المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله بعد عودته من رحلته العلاجية من مصر عام 1365هـ، حيث قرر تحويل تكلفة احتفال الأهالي بهذه المناسبة إلى إنشاء المدرسة التذكارية القائمة إلى هذا اليوم. وكذلك فعل الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله حين أبدى أهالي الرياض رغبتهم في إقامة حفل بمناسبة مبايعته، فاعتذر لهم رأفة بهم، ولعدم رغبته في التكاليف، فأعلن الأهالي عن مشروع تذكاري يتمثل في إنشاء مكتبة باسمه رحمه الله حيث تم تأسيس مكتبة الملك فهد الوطنية التي تخدم الباحثين والقراء، بل جميع الناس.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث قام أهالي الرياض خلال احتفالهم بمناسبة مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في 21 شوال 1426هـ بالإعلان عن إقامة معلم حضاري باسم (حدائق الملك عبد الله العالمية) على مساحة مليون ونصف المليون متر مربع.
ولا شك أنه مشروع ضخم سيبقى على مر الدهور يحكي عن ملك إصلاحي محب لشعبه ومتفانٍ لهم.
ولن تتوقف شلالات الخير بل ستبقى شاهدا على توافق الراعي مع الرعية بالانصراف عن الشكليات والنظر لحاجات الأمة ومتطلباتها من مشاريع حيوية قد لا تتمكن خطط الحكومة وإمكانياتها من الاضطلاع بإنشائها، كما أنها فرصة ليبدي رجال الأعمال مشاعرهم الحقيقية واقعا مشاهدا وملموسا يستفيد منه المواطن ويستمر عطاءه للأبد.
والجميل في هذه الفكرة أنها لم تتوقف عند منطقة الرياض فحسب، بل امتدت العطاءات لمناطق أخرى، حيث وافق مجلس منطقة مكة المكرمة على إنشاء ثلاثة مراكز حضارية في مكة المكرمة وجدة والطائف باسم الأمير سلطان بن عبد العزيز، استجابة لرغبة الأهالي في الاحتفاء بعودته إلى المملكة. ووجه أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل بوضع التصاميم لهذه المشاريع تمهيدا لتنفيذها، مؤكدا أن هذه المراكز سوف تليق بالمناسبة العظيمة وستخدم الثقافة في المنطقة وتحتضن الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية في تلك المدن.
ولتنتظر المناطق الأخرى الخير الجزيل، بهجة بعودة الأمير النبيل.
ص.ب 260564 الرياض11342
rogaia143@ hotmail.com