الصغير الذي بين يديك عجينة تنتظر أن تشكّلها..
وحين يكبر فإنك الذي زرعت بصمات نحتك فيه، ورسمك عليه، وتلوينك المختار..
الصغير هذا إن استقام فجزء أكبر لك من هديه، والجزء الذي يبقى فلنفسه حين يدرك، والله مضطلع أول سبحانه على هباته فيه، ومسؤوليتك عنه، أعطاك العقل والرعاية، ومنحه العقل والانقياد، حتى إذا ما كبر بدأ رحلته التي انتهت بك عنده ليكون هو في مكانك وتكون أنت الشاهد والمسؤول والواقع عليك الأثر الذي هو منك وفيه..
شهور وسنوات حتى يبلغ رشده ويتسلّم قياد ذاته، بعددها كل ثانية من زمنها أنت النحّات الرسّام، وهو التكوين..فماذا تجده أو ستجده؟
يمنحك الله في السنة الواحدة شهراً للتفكر في صنيعك ولتبدأ العودة لتصحيح مسارك أو الزيادة في الثبات على ما فيها من السواء.. مع نفسك تكون المواجهة في حقها أو في حق رعاتك..( كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته) وأول هؤلاء هم أبناؤكم..
ماذا أعددتم في قراطيس المكاشفة من أسئلة عنهم؟
كيف أعددتموهم للصوم بمعناه المطلق، وقيوده المقننة؟
ما الذي ستجيبون في مدرسته عند مواعيد اختباراته خلال أربع وعشرين ساعة لثلاثين يوماً منه عن أبنائكم تحديداً..؟
ما نوع الانتباه واليقظة والشعور بأمانة الدور؟
ما مفهومكم عن الأبوة والأمومة؟
ما الغراس الذي بذرتموه، وما الثمر الذي جنيتموه؟ حين ندرك جميعنا أن رمضان حلقة مصغَّرة لدائرة الموقف يوم السؤال؟ لمن يؤمن أن لا مفر منه إلا برحمة الله تعالى لمن أخلص النية وبذل الجهد؟
دروس رمضان باعثة للسؤال، إذ كل لحظاته وثوانيه موعد اختبار.
***
المقالات عن مدرسة رمضان هي فصل في مخطوطة: (أسفاري إلى من كانوا في أحشائي فغادروها لدروبهم).. أشرككم قراءتها.