تبرز حاجة ملحة في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى للمساهمة في دعم توجهات العديد من الجهات الحكومية التي أخذت زمام المبادرة بإطلاق حملات توعوية إعلانية بغرض توعية وتثقيف أفراد المجتمع ببرامجها ومناشطها أو بعض المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها، فعلى سبيل المثال بادرت قبل سنوات وزارة العمل بإطلاق حملة خاصة بالحث على السعودة، وأطلقت وزارة الكهرباء والماء حملة بغرض ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، وأطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حملة تعنى بحث الجميع على الاستخدام الأمثل لخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات بمسمى (التقنية سخرها لك وليس عليك، وأطلقت هيئة سوق المال حملة بتوعية العموم بطرق الاستثمار الأمثل، ومؤخرا أطلقت الإدارة العامة للمرور حملة كبيرة بتوعية قائدي المركبات على مخاطر القيادة وحثهم على الالتزام بتعاليم المرور وأطلق عليها (ساهر)، والأسبوع الماضي أطلقت وزارة الصحة حملة توعوية بغرض تثقيف وتوعية العموم بإنفلونزا الخنازير وكيفية الوقاية منها.
جميل جدا ما تقوم به بعض الجهات الحكومية من مبادرات ذاتية من خلال إطلاق حملات توعوية وتثقيفية لكافة شرائح المجتمع وهذا من الواجب أن يكون من ضمن أولويات جميع الجهات الحكومية وليس بعضها. وبالمقابل يجب أن لا نلقي اللوم على هذه الجهات في حال أنها قصرت في إطلاق حملات توعوية كبيرة بسبب ما تتطلبه تلك الحملات من ميزانيات ضخمة وجهود كبيرة تفوق إمكانيات ومقدرات تلك الجهات. ففي الغالب تلجأ بعض الجهات الحكومية إلى بعض شركات القطاع الخاص من أجل تقديم الدعم والرعاية لها في إطلاق مثل تلك الحملات بسبب عدم توفر مبالغ مرصودة في الميزانية لمثل تلك الحملات ولما تتطلبه من كادر مؤهل للقيام بتلك الأعمال.
في رأيي أن شركات القطاع الخاص ومن خلال ما يرصد في ميزانياتها للبرامج الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية من الممكن أن يبادر في المساهمة في دعم الحملات التوعوية للجهات الحكومية، كما وأنني أقترح أن يكون هناك بند جديد في ميزانية كل جهة حكومية يخصص للصرف على الحملات التوعوية أو أن تتبنى وزارة المالية دعم أي جهة حكومية ترغب في إطلاق حملات توعوية وتثقيفية هامة للمجتمع ككل من خلال توفير المبلغ المطلوب وفق ضوابط وإجراءات محددة. فما تطلقه بعض الجهات من حملات توعوية يعد غير كاف ولا يصل إلى الجميع بسبب عدم تكثيف الحملات التوعوية من خلال استخدام جميع الوسائل الإعلانية والإعلامية المتاحة. فمثلا: الحملة الخاصة بإنفلونزا الخنازير يجب أن تصل لكل شخص في هذا البلد ولكافة الأعمار وبجميع اللغات ولا يكتفى بإعلان صحفي، بل لا بد من استخدام جميع القنوات الإعلامية والوسائل الإعلانية، كما وأن جميع الوسائل الإعلامية مطالبة هي الأخرى بأن تمنح خصومات خاصة لكافة الحملات التوعوية الوطنية إن كانت لا ترغب تقديمها بالمجان.
Fax2325320@ yahoo.com