إن الجريمة تبدأ بالانحراف الفكري عن خط الاستواء الاجتماعي فهي متنوعة بأنماطها وأساليب تنفيذها وذلك يخضع لعوامل متعددة منها؛ أهداف المجرم، والظروف المحيطة به.
فمجرمو الإرهاب الذين يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء ويقتلون الأبرياء بعشوائية وتخبط فهم، حسب تصنيف عالم الجريمة (جارفا لو) مجرمو عنف .....
....تنعدم لديهم الشفقة والرحمة والأمانة، والغاية تبرر الوسيلة في مبدئهم، فإن الإرهابيين مصابون بعدم التوافق الاجتماعي ويسعون إلى تطبيق فكرة التمرد والعصيان ليصبحوا ثوريين وبهذا يرفضون الأهداف السامية للمجتمع والوسائل التي تحققها ويحاولون ابتكار غيرها.
وعند ذلك يشكلون الخطورة الإجرامية على المجتمع، وأن أفراد هذه الفئات التي ظلت الطريق السليم في محاربة مجتمعهم، لقد اكتسبوا أفكاراً عدوانية من خلال عملية، تعلم الدوافع والميول من الأشخاص المحيطين بهم، فإذا هؤلاء المحيطون معادون للأنظمة والثقافة والاجتماعية السائدة. فإن تأثيرهم يكون سلبيا قويا، ويتم التعلم أيضا عن طريق الاتصال بالنماذج الإجرامية وأنه لا يقف عند حد التقليد والمحاكاة إنما يتضمن تكوين اتجاهات ودوافع وأساليب لارتكاب الجريمة أيًا كان نوعها.
وإن الذين يتبنون الثقافة الفرعية، داخل المجتمع العام يصبحون على درجة قوية من التفاعل معها، فهم يتفاعلون بشكل متكرر مع العصابات المنحرفة، ويرون منهم أُناساً مهتمين بشؤونهم، يرون أيضا في ثقافتهم الفرعية المنحرفة حلاً لمشاكلهم.
وعند تبنيهم هذه الثقافة تزيد صلاتهم وتفاعلهم ومن ثم ينتشر بينهم التدريب على فن ارتكاب الجريمة واستعمال الوسائل الأكثر تأثيرا، وتعلم فن التصرفات وتوجيه الدوافع والميول لارتكاب السلوك الإجرامي وأن الشخص الذي لم يدرب على السلوك الإجرامي لا يبدع في جريمته.
وبعد ذلك تصبح ثقافتهم هذه مضادة لثقافة المجتمع العام، بحيث يصبح أفراد المجتمع جميعهم أعداء لهم، ومستهدفون من قبلهم وبها يريدون تحقيق أحلامهم الوردية. وإن الدولة قامت بجهود كبيرة لمعالجة وضع هؤلاء منطلقة من تنظير اجتماعي سليم من حيث المناصحة والتفريد الجنائي حسب درجة خطورة بعضهم ومكانته في التنظيم الإجرامي وأنها نجحت في هذا المضمار وخاضت تجربة ناجحة بكل المقاييس. أسأل الله التوفيق والسداد لرجل الأمن الأول، سمو الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الداخلية حفظه الله.
ebrahim9933@yahoo.com