على الرغم من أن المعلومات التي أدلى بها المتحدث الأمني في وزارة الداخلية - اللواء - منصور التركي قليلة، إلا أنه ومن خلال القراءة التحليلية لمضامين تلك الكلمة، يُمكن أن نستنبط منها: أننا ما زلنا أمام جماعة منظمة تنظيماً دقيقاً، ومجهزة تجهيزاً كاملاً.
وتكمن خطورة هذه الشبكة في كون أفرادها من منظري ومعتنقي الفكر الإرهابي، وداعمين لأنشطته الإرهابية، وقدرة الشبكة على التّخفي، ومحاولة تحقيق أهدافها في نشر الفكر المنحرف، والدعوة إليه، والتغرير بالأجيال الشابة، والنفاذ إلى العمل الخيري لتمويل أنشطتهم الإجرامية.. فكانت تلك الشبكة كافية وفق تكتيكات المنظمات الإرهابية لتمويل عدة خلايا إرهابية من أجل القيام بأعمال تخريبية.
أمضت وزارة الداخلية أكثر من عام في سياق جهودها لملاحقة الشبكة الإرهابية، وتصيُّد أعضائها، والوصول إلى مخابئها، فكانت أجمل حلقة في تاريخ الهزائم التي مُني بها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.. وكان من أبرز تلك الوقفات: أن غالبية - هؤلاء - المقبوض عليهم من ذوي التأهيل العلمي العالي، ومن ذوي الاختصاصات الدقيقة التي تتعلَّق بالعلوم والتقنية، فطوَّرت دوائر إلكترونية قاموا بتصنيعها، لاستخدامها في التفجير عن بُعد، بواسطة أجهزة الهواتف المحمولة من مسافات تتجاوز ألف كيلومتر.
وأوضحت المصادر الأمنية - لصحيفة - الحياة: (أن جميع الدوائر جاهزة للتشغيل والاستفادة منها، وقام أحدهم بصناعتها من خلال تطوير خبرته في مجال التقنية، وحصوله على التأهيل العلمي المناسب في مجال الهندسة الكهربائية، حيث صنعوا ما يزيد على خمسمائة جهاز).. وأضافت: (أن الدوائر الإلكترونية تُستخدم في عمليات التفجير من بُعد بواسطة أجهزة الهواتف المحمولة، ويتم تحويرها وتشفيرها بطريقة تضمن سلامة مستخدميها، وتُفعّل عند الاتصال بها من مسافات بعيدة جداً تتجاوز ألف كيلومتر، وذلك بواسطة شفرة يحددها مستخدمها منفذ العملية).. فكان هدف التنظيم - إذن - القيام بعمليات تفجير بالتفخيخ بدل التفجيرات الانتحارية، على غرار التفجيرات التي نفذها تنظيم فتح الإسلام التابع لتنظيم القاعدة في عين علق في لبنان، - وأيضاً - التفجيرات التي تنفذها القاعدة في العراق.
مرة أخرى، فخطر الإرهاب ما زال قائماً كما صرح بذلك - النائب الثاني ووزير الداخلية -، فتنظيم القاعدة يعمل على تطوير خططه وتكتيكاته طوال تلك السنوات، ولا يزال قادراً على تحقيق اختراقات لاستدراج الشباب، والقيام بعمليات إجرامية، مما يستلزم التصدي لهذا الفكر التفجيري، ومجابهته، وتعريته، وتجفيف منابعه من أجل نسف الكثير من الخلايا النائمة.
drsasq@gmail.com