أثارت إحدى مدارسنا الثانوية الأهلية جدلاً ولغطاً اجتماعياً وتربوياً واسعاً، وذلك عندما سيطر طلاب تلك المدرسة على قائمة أوائل طلاب الثانوية العامة خلال السنوات الماضية. أمام هذه الظاهرة التربوية المثيرة قررت أن أقتحم أسوار تلك المدرسة لأكتشف حقيقة ما يجري فيها منطلقاً من خبرتي التربوية والبحثية التي تجاوزت ثلاثين عاماً. خلال فصل دراسي كامل اطلعت على أدق التفاصيل في هذه المدرسة، وأخضعت طلابها (وطلاب مدارس ثانوية حكومية مجاورة) لاختبار متشدد ومحكم علمياً وتربوياً، ثم قارنت نتائج طلاب هذه المدرسة بنتائج طلاب مدارس حكومية تقع في محيطها الاجتماعي والاقتصادي نفسه، علماً بأنني لم أترك أي مجالٍ للغش. خرجت بنتيجة مؤداها أن هذه المدرسة كانت الأحسن بين الأسوأ. أي أن أداء طلاب هذه المدرسة كان يبز بوضوح أداء طلاب المدارس الحكومية الواقعة في محيطها، ولكنه يبقى أداءً منخفضاً عما هو متوقع من طلاب هذه المدرسة الذين اعتادوا أن يحققوا مستويات تحصيلية عالية. لقد وجدت أن سر تميز طلاب هذه المدرسة عن مدارس منطقتها يكمن في ثلاثة أمور: خبرة معلميها وجودة اختيارهم، وممارسة طلابها لتمارين مكثفة على الاختبارات السابقة (أي يدرسون الاختبارات)، وتزويد الطلاب المستمر بشروحات وتمارين إثرائية.