Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/08/2009 G Issue 13478
الأحد 02 رمضان 1430   العدد  13478
إنفلونزا الأمراض النفسية وموقف وزارة الصحة!!
فهد الحوشاني

 

تزايدت أعداد المصابين بالأمراض النفسية في السنوات الأخيرة دون أن يعرف أحد مسببات المرض وإن كثر الكلام حول الضغوط الاجتماعية، وأولئك المرضى يشكلون في كل لحظة خطرا كبيرا على أنفسهم وعلى أسرهم ويحرجونهم أمام الجيران ويضعونهم في صراع يومي وأوضاع نفسيه مؤلمة ولا حول لهم ولا قوة سوى البحث الدائم عن أبنائهم في الشوارع ومعاودة الاتصال على مستشفى الأمل لعله يجد حلا لمعاناتهم!! والمسألة لا تتقصر فقط على الذكور وإنما هناك بنات في ريعان الشباب يخرجن من البيوت تحت تأثير المرض ليسجلن في خانة (خرج ولم يعد)! أولياء الأمور يروحون ويجيئون لمستشفى (وحيد) يخدم الرياض وما جاورها استوطنه ضعف مزمن في الإمكانيات لذلك فأولياء الأمور غالبا ما يعودون وهم يشكون قلة حليتهم إلى الله!

فالمستشفى يغلق أبوابه أمام المرضى بحجة عدم وجود سرير ووزارة الصحة لديها الإحصائيات وتعرف الطلبات المتزايدة لكنها حتى الآن تقف متفرجة على مأساة تعاني منها البيوت وكأنها تريد من الناس بأن يقوموا بدورها في مجال العناية بالمرضى والتطبيب والايواء بل وتوفير الأدوية!! لذلك نمت سوق سوداء للأدوية والعلاج ففي المستشفيات الخاصة تتلظى نار أسعار غرفها وأدويتها فمبيت ليلة واحدة للمريض يقدر بخمسمائة ريال بدون قيمة العلاج وفي العيادات الخاصة فتح الملف بخمسمائة ريال والكشف بثلاثمائة ريال! فكيف تترك وزارة الصحة أهل المريض يدفعون من جيوبهم باحثين عن العلاج لمرضاهم مع أن الدولة قد كفلت العلاج للمرضى وبالمجان! والمنطق يقول إن العلاج في المستشفيات الخاصة للحالات التي يعتذر عنها مستشفى الأمل يكون على حساب وزارة الصحة وليس الحل هو الاعتذار بعدم وجود إمكانية سرير مما ولد هذه الحالة غير الإنسانية التي يواجهها المرضى وذويهم!

بين فترة وأخرى أشاهد مريضا نفسيا في أحد الأحياء تمسك به الشرطه بعد أن يشتكي منه إمام المسجد وأصحاب السيارات حيث يرمي نفسه أمامهم ويدخل الأسواق والبقالات ويعبث فيها ويحمل السكين أحيانا ورغم هذه الخطورة فإن مستشفى الأمل يعتذر عن استقباله! ليكون البيت والحي ساحة لهؤلاء المرضى الذين أسقطت وزارة الصحة حقهم الطبيعي في العلاج والرعاية لذلك فهي لا تتحرك لعلاجهم لتتفادى خطورة محتمله على أنفسهم وعلى غيرهم!



alhoshanei@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد