الجزيرة - سلطان المواش
تكتمل اليوم الحلقة الثلاثون بعد المائة للمسلسل المثير والذي حدثت وقائعه في مدينة العيص وتحديداً في حرة الشاقة، حيث واصل سيناريو الهزات الأرضية في حرة الشاقة مشاهده المثيرة ابتداء من 3 درجات على مقياس ريختر وانتهاءً عند هرم المؤشر الذي تم تسجيله في ذات الحرة وصعوده إلى 5.39 كأعلى نقطة تم تسجيلها منذ بداية الهزات من يوم 23-4- 1430هـ وحتى تحرير هذا التقرير 21- 8- 1430هـ بواقع (27.200) ألف هزة أرضية.
وكشف تقرير صادر من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن حرة الشاقة قد مرت بعدة مراحل من التشوه لمدة تسعة عشر يوماً من الفترة من 8 مايو 2009م إلى 27 مايو 2009م.
وأشار التقرير من خلال دراسة تحليل صور الأقمار الصناعية الحديثة lnsar إلى أن المنطقة ما زالت تعاني من التشوه، وأوضح أن الهيئة سعت مع الجهات العلمية الوطنية وبعض الجهات الأجنبية ذات الصلة لإعداد نموذج إحصائي لتحديد إمكانية حدوث أي ثوران بركاني أو زلازل بركانية في حرة الشاقة، حيث تم التعاون بين الهيئة وكلية علوم الأرض بجامعة الملك عبدالعزيز وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية وهيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية.
ووثق تقرير هيئة المساحة الجيولوجية الهزات الأرضية في حرة الشاقة من خلال رصدها وملاحظتها وتسجيها وتحليلها من قبل عدد كبير من العلماء والمتخصصين والفنيين من داخل الهيئة ومن خارجها حيث شكلت الهيئة عدد من الفرق المتخصصة وفرق للدعم الجوي والحقلي وأبان التقرير أن الهدف من ذلك هو صياغة توصيات ترى الهيئة ضرورة اعتمادها وتنفيذها خلال خطة التنمية التاسعة من عام 1431هـ إلى عام 1435هـ.
وذكر التقرير أن 12 اثنتا عشرة حرة بركانية في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، لتكون في مجموعها إقليماً بركانياً من أكبر أقاليم صخور البازلت القلوية في العالم، والذي تصل مساحته تقريباً نحو 180.000 أي نحو 9% من إجمالي مساحة المملكة.
وأوضح التقرير أن حرة الشاقة (لونيير) عبارة عن طفوح بازلتية تكونت من حمم الصخور البركانية المنصهرة والتي تدفقت من باطن الأرض إلى سطحها عبر فوهات بركانية خلال الأنشطة الزلزالية والبركانية. وقالت دراسة جيولوجية لخرائط حرة الشاقة كشف عنها تقرير الهيئة أن الرحلة الاستكشافية التي قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في حرة الشاقة وجود أنفاق طولية ووجود أكثر من 180 مخروطاً بركانياً من نوع براكين السكوريا وبناءً عليه فمن المحتمل أن يكون آخر ثوران بركاني في منطقة حرة الشاقة قد حصل قبل حوالي ألف عام، حيث صعدت الحمم البركانية إلى السطح عن طريق شقوق متوازية مع البحر الأحمر وصاحب هذا الثوران تكون مخاريط بركانية يبلغ ارتفاعها 200م من سطح الأرض. وخلص التقرير إلى عدد من التوصيات التي تتضمن مراقبة الموقع واتخذت التوصيات سلامة الإنسان كأحد المعايير الضروريات لتلك التوصيات ومنها:
- تحذير المواطنين والمقيمين من التواجد المستمر في النطاق الأحمر الذي هو عبارة عن منطقة نصف قطرها 20 كيلو متر من مركز الهزات الأرضية حيث إن الخطر الأساس على المناطق المجاورة لحرة الشاقة هو من الهزات الأرضية وتأثير ذلك على الممتلكات والأرواح.
- السماح للمواطنين والمقيمين بالعودة إلى المباني التي لم تتأثر بالهزات الأرضية الحديثة أو التي لا توجد عليها آثار تصدع أما المباني المتصدعة فلا ينصح بالعودة إليها إلا بعد معالجتها من قبل الجهات المختصة.
- التوصيات للأمانات والبلديات في جميع مناطق المملكة المجاورة للحرات وعددها 12 حرة بعدم السماح بالبناء أو التوسع بالمخططات في الحرات إلا بعد التأكد من تطبيق معايير البناء المقاوم للزلازل.
- ضرورة مراقبة ورصد النشاط الزلزالي بدقة عالية وتتبع تحرك بؤر النشاط الزلزالي المصاحب لحركة الانصهار في مراحلها المختلفة.
- ضرورة إنشاء شبكات رصد ثابتة في كل من حرة رهاط وحرة خيبر المحيطة بالمدينة المنورة وحرة عويرض المجاورة لتبوك.
- ضرورة إنشاء شبكات (جيوديسية) لإجراء دراسات تشوهات القشرة الأرضية بالمنطقة لتحديد ما إذا كان هناك تحركات في القشرة الأرضية، ومدى علاقتها بنشاط الصهير (الماجا).
- ضرورة إنشاء شبكة كاميرات تصوير خاصة حول الحرات الموجودة بالمملكة لمراقبة حدوث أي ثوران بركاني قبل حدوثه من خلال رصد أي غازات أو أبخرة.