Al Jazirah NewsPaper Monday  17/08/2009 G Issue 13472
الأثنين 26 شعبان 1430   العدد  13472
مستعجل
مفهوم الستر لدى الهيئة.. وكيف يُطبَّق؟! (2-2)
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

تحدثنا في الزاوية السابقة عن قضية مهمة تصب في عمق عمل الهيئة.. وهي قضية (الستر) وكيف هو الستر.. وكيف يتم الستر؟

** ونحن عندما نتحدث عن هذا الشأن.. إنما يسوقنا أمران ننطلق منهما.

** الأول.. هو تساؤل الكثير من القراء والمقيمين عن هذا الموضوع.. وعن هذه القضية.. إذ إن هناك لبساً كما قلنا في هذا الشأن..

** الثاني.. هو انفتاح الهيئة وتواصلها التام مع الجميع.. فهي أكثر الأجهزة الحكومية حضوراً وانفتاحاً وتواصلاً وتفاعلاً.. وهي من أكثر الأجهزة احتفاءً بالنقد أو بالرأي الآخر.. فهي ليست بعيدة عن همِّ الناس.. ولا عن مشاكلهم.. بل قريبة منهم..

** ثم إننا أيضاً.. ننشد الحقيقة.. نبحث عنها لدى الهيئة نفسها لتعرفها الناس ولنزيل ما التبس لديهم.. ولنقل للجميع.. هذا هو الستر الذي تعنيه الهيئة.. وهكذا يتم تطبيق هذا المبدأ..

** أو لنقل لهم.. هذه.. هي القضايا التي يُطبق فيها مبدأ الستر.. وتلك لا ستر فيها.. على أننا.. نتفق مع الجميع.. على أن القضية التي تُسلم للشرطة من قِبل الهيئة.. لا يمكن بأي حال أن تُصنف على أنها قضية انتهت بالستر.. إذ لا يمكن أن نُصنف حالة خُطت ثم سُلمت للشرطة ثم لهيئة التحقيق والادعاء العام ثم للمحكمة وصدر فيها حكم شرعي وطُبِّق الحكم الشرعي في هذا الشخص أو ذلك.. على أنه ستر عليه.. أو أن الهيئة جزاها الله خيراً.. سترت عليه.

** دعونا نتفق على هذا الشيء.. لنبحث عن الستر في مكان آخر وقضايا أخرى لم تسلم للشرطة..

** ثم دعونا ننقل تساؤل آخرين وبصرف النظر هل نتفق أو نختلف معهم.. حيث يقول هذا التساؤل الآخر.. هل من المصلحة أو من الستر على الأفراد أو إضفاء الستر على المجتمع المسلم وعدم السعي على إشاعة الفاحشة فيه.. هل من ذلك اقتحام منزل أو تسور مكان ومن ثم مطاردة الموجودين فيه أو إيقاف صاحب سيارة لمجرد أنه يحمل معه امرأة ومن ثم مطالبة هؤلاء بإثبات أن النساء الموجودات داخل هذا الموقع أو داخل السيارة.. إثبات أنها محرم لهذا الشخص وإثبات أن هذا الاختلاء اختلاءً شرعيا صحيحا لا مرية فيه ولا لبس ودافع كل ذلك.. مجرد الاشتباه أو لمجرد أن شخصاً ما.. اتصل بالهيئة وقال.. إنني أشتبه بهذا المكان أو بهذا الشخص.. أو أنه يصدر عن هذا الموقع أو هذا المكان تصرفات أو (حركات) مشبوهة.. ونحن ندرك أن هناك حالات تغرض ومكيدة.. وهناك من يستهدف شخصاً أو أشخاصاً.. وهناك من يحاول الاساءة إلى هذا أو ذاك.. وهناك من يحاول معاقبة شخص أو أشخاص ومع الأسف.. منهم من يحاول استثمار الهيئة وتسخيرها لتحقيق هذا الهدف.. ليفاجأ شخص يجلس في بيته مع محارمه أو يجلس في استراحته ليفاجأ بأن هناك من يقتحم عليه خصوصيته أو يطرق الباب عنوة ويطلب منه إثبات علاقته بالنساء الموجودات على وجه السرعة والمطالبة بتفتيش الموقع لعله يوجد فيه خمور أو مخدرات أو مفاسد أخرى.. سعياً وراء الإيقاع بهذا الشخص وسعياً لفضح النساء الموجودات وتعجلاً لإضافة رقم أو أرقام جديدة لمن يُصنف بأنهم فاسدون مجرمون محكوم عليهم بالإعدام من المجتمع..

** وهل من الستر.. الانتظار لساعات وراء الساعات أو حتى الأيام في مكان أو موقع لمحاولة الإيقاع بشخص أو أشخاص وردت معلومة أو اتصال أو شبهة بأنه يرتاد مكاناً مشبوهاً.. أو أن المكان مشبوه.. بدلاً من محاولة مناقشته أو مساءلته أو مناصحته.. إلى استعجال الايقاع به وفضحه ونشر خزيه؟

** ثم هناك من يتساءل ويسأل.. كم عدد الأشخاص (شباب ورجال ونساء) حوّلتهم (ضبطية) الهيئة من أُناس أسوياء إلى فاسدين مفسدين يرفضهم ويلفظهم المجتمع.. بعد أن صدرت ضدهم أحكام من المحكمة.. أو بعد أن حوِّلوا للشرطة ولهيئة التحقيق.. وبصرف النظر.. هل أُدينوا أم لم يُدانوا!

** كم من فتاة وجدت نفسها ضمن الفاسدات المفسدات بتصنيف المجتمع.. وبقرار من هيئاته.. لمجرد أنها زلت قدمها نتيجة خطأ بسيط أو تغرير من صديقة أو ذهابها إلى مكان تجهل أصلاً ما يدور فيه.. أو ذهبت إلى مكان تظنه (عزومة) أو (حفل) أو انخدعت بأخرى.. لتفاجأ أنها في قبضة الهيئة.. وأن الشرطة وهيئة التحقيق والمحكمة تنتظرها وأنها صُنفت في المجتمع.. مجرمة فاسدة زانية حلَّت عليها اللعنة إلى أن تموت؟!!

** وكم من أب مسكين فيه خير وصلاح واستقامة.. فوجئ بالهيئة تتصل به ليستلم ابنته التي ذهبت لزيارة قريبتها أو صديقتها أو زميلتها.. ثم يقال له عند الاستلام.. ستخطر بموعد المحكمة..

ماذا سيترك هذا الإجراء لدى هذا الأب المسكين ولدى أسرته وعائلته كلها.. وأخواتها وإخوانها وحمولته كلها؟! هل ندرك ذلك؟! هل نعي وندرك أن الهيئة قضت على كل قريباتها وليس هي وحدها فقط؟!

** نحن لا نقول.. أطلقوا الحبل على الغارب واتركوا المجتمع (مفلوت) ولكن نقول.. هناك فرق بين مسكينة (وُرِّطت) وجدت نفسها (متورطة) رغم أنفها لا حيلة لها.. لم تقصد الفساد ولم تسع له ولا تعرف أنها سيقت إلى مكان موبوء.. وبين من تعمل في (الخنا) ومن تتردد على أوكار الفساد ومن هي فاسدة أصلاً وتسعى لإدارة أوكار الفساد وهي جزء من هذه المنظومة الفاسدة؟!

** نعم.. هناك فرق بين فتاة مسكينة لا يوجد في ذهنها شيء اسمه فساد ولا تعرفه.. لكنها أوقعت فيه.. وبين أخرى هي جزء من الفساد.. تعرفه وتسعى له وتعمل فيه وتروِّج له.

** نحن نسأل.. ألا يوجد فرق؟

** هل يُفترض أن تكون المعاملة واحدة؟!

** هل يجب إحالة كلا الحالتين للشرطة وهيئة التحقيق والمحكمة؟

** أم أن هناك فرقا واضحا بينهما؟!

** وهكذا في حال الشباب

** هناك أمثلة أخرى جاءتني كلها من القراء.. وأنا هنا أطرحها كما جاءت من القراء.

ومكرراً مرات ومرات شكرنا لرجال الهيئة وتقديرنا لدورهم وما قدموه لمجتمعنا من عمل مشكور ولكننا هنا نتحاور معهم ونريد إيضاح الحقيقة لمن التبست عليه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد