Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/08/2009 G Issue 13471
الأحد 25 شعبان 1430   العدد  13471
صفحة من حياة الشيخ أحمد بن عبدالإله العامري

 

أحمد بن عبدالإله بن عبدالسلام العامري، ولد في قرية ميراب عام 1343هـ والده -عبدالإله- رجل بسيط كان يعمل في الزراعة، وقد توفى وابنه أحمد بعيداً عنه في طلب العلم. فتأثر احمد بن عبدالإله بذلك كثيراً إذ لم يكن حاضراً حال وفات أبيه. أما والدته فلم أقف على شيء عنها إلا أن اسمها مريم.

أمضى سنوات طفولته في قريته ميراب كغيره من الأطفال، وقد حبب إليه العلم وطلبه فتلقى تعليمه مبكراً في صباه بالمسجد، ولما بلغ سن الخامسة عشرة، خرج في طلب العلم في سنة 1358هـ متوجهاً إلى مكة المكرمة فتلقى العلم الشرعي بها في مدرسة تسمى (الخالدية).

أما تخصصه الذي برع فيه فهو علم المواريث وقد أحب هذا العلم وتبحر فيه، ومن أشهر زملاؤه في الدراسة سماحة الشيخ- عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتى الديار السعودية سابقاً.

وقد أكمل مترجمنا تعليمه عام 1365هـ فعين رسمياً في محكمة القنفذة بقرار من الملك عبدالعزيز آنذاك بوظيفة كان يطلق عليها (مطوعاً) كما هو مبين بالوثائق التي لدينا، بعدها تم نقله من القنفذة إلى العرضية الشامية (الشمالية حالياً) وقد نص القرار على ذلك.

عاد الشيخ أحمد إلى بلدة الفائجة يعمل على القيام بمطوعتها وتعليم أبنائها، فعاش بين أبناء قبيلة بني بحير معلماً ومربياً يعلم الناس الخير والصلاح ويحارب الجهل والبدع. وقد ساعده شيوخ قبيلة بني بحير المتعاقبون في القضاء على الخرافة حيث كان رحمه الله يحظى باحترامهم وتوقير جميع أبناء العُرْضِيّة نظراً لمكانته العلمية والوقار الذي كان يعلوه.

أسندت إليه في تاريخ 18- 12-1373هـ مهمة مأذون العقود والأنكحة وهو بهذا يعتبر أول مأذوناً شرعياً في منطقته إذ أنه قبل ذلك لم يكن للناس من يعقد لهم بل كانوا يعقدون بطريقة العرف السائد لديهم تلك الفترة وما قبلها. وهي طريقة الإيجاب والقبول والشهود دونما توثيق أو دراية، وأثناء تجوالنا في منطقة الشيخ لجمع معلومات هذا المقال واجهنا أحد المسنين فأخبرنا بالصيغة التي كانوا يتداولونها أثناء عقد النكاح وهي صيغة غريبة ما أنزل الله بها من سلطان، وفي رأيي أن هذا أمر طبيعي في منطقة يسودها الجهل، فلما جاء الشيخ أحمد أتى بها على الوجه الصحيح وعلى ضوء الكتاب والسنة، فجزاه الله عن تلك الديار وأهلها خير الجزاء.

بعد ذلك أسندت إليه وكما ينص قرار تلك المهمة (إمام مسجد جامع محتسب) والتي أمضى فيها سنين عمره إماماً مفوهاً لجامع قرية الفائجة حتى قبيل وفاته.

ولما كبر سنه أسند الخطابة لابنه سعد، وفي أحد الأيام قدر الله أن تأخر خطيب الجمعة - سعد ابن الشيخ احمد - فانتظر الناس طويلاً فما كان من الشيخ أحمد بن عبدالإله إلا أن قام فصعد المنبر وتناول المصحف وقرأ سورة (ق) كما جاء في السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب بها وكذلك الخليفة عمر بن الخطاب. ولعلها كانت آخر خطبة في حياته.

وافته المنية رحمه الله تعالى يوم الاثنين الموافق 14-12- 1420هـ في تمام الساعة الخامسة عصراً بمنزله بالفائجة وكان عمره آنذاك 77 عاماً.

وفي الختام أود إطلاع القارئ الكريم أن سيرة حياة الشيخ رحمه الله كان هاجسا يراودني منذ زمن إلى أن التقيت بأحد أبناء قريته وعرضت عليه أن يعينني على ذلك وقد استجاب لذلك وإنه لا يفوتني في هذه اللمحة الموجزة إلا أن أشكره وكل من ساعد وأعان كاتب هذه السطور على تسليط الضوء على جانب من حياة المربي الفاضل الشيخ أحمد بن عبدالإله العامري وهما علي بن احمد العاصمي القرني المذكور، موسى مطر وجهودهما في تزويدنا بالمعلومات والوثائق والأوراق اللازمة لتوثيق سيرة الشيخ الجليل رحمه الله.

عبدالهادي بن مجنَّي


bnmgni@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد