غرس ثقافة العمل لدى الشباب يمثل رأس الحربة في سلم أولويات بناء المجتمع القادر على تحقيق النمو المستدام، وهذه الثقافة لا يمكن غرسها فقط من خلال تقديم القروض والدعم من خلال الصناديق وحاضنات الأعمال بقدر ما تمثل حزمة من برامج تربوية وثقافية تتضامن في إنجازها جميع وسائل التأثير وصياغة الإرادة، والمملكة اليوم تعول كثيراً على جيل الشباب الذين يمثلون النسبة الأكبر من مواطنيها وتفتح لهم الآفاق من خلال برامج وصناديق حكومية تدرس خيارات مشروعاتهم وتساهم في دعمها لتجاوز عقبات البداية، ومع تجدد صناديق الدعم وتنوع الطلب من شرائح الشباب أصبح اليوم الحديث عن ثقافة العمل والاستثمار لدى الشباب أمراً ملحاً لا يصنف في خانة الترف والاشتغال بالحواشي على حساب المتن؛ فالمليارات التي تُرصد لدعم مشروعات الشباب هي ثروة وطنية تستدعي النظر إلى العمل على دعمهم منذ البداية وفي بواكير التعليم الأولى لغرس قيمة العمل والإنتاج والكفاءة والمسؤولية الفردية والاجتماعية، فدعم مشروعات الشباب لا ينبغي أن يكون رؤية مرتبطة بالقضاء على البطالة - حتى وإن كانت إحدى نتائجه الإيجابية - فهو استثمار طويل الأمد يرسم عجلة النمو القادم وهو ما يستدعي العمل على العناية به مبكراً في العلاقة مع الشباب وقبل الدعم المادي.