طبرجل - عبد الله الهريويل
يحفل صيف طبرجل بالفرح والمودة، إذ تكثر فيه الزيجات ومع أشكال البهجة، ويحرص العرسان الجدد على إعداد برنامج متكامل ومتنوع أثناء إقامة حفل الزفاف لإضفاء المزيد من التنوع والإثارة على هذه المناسبات.
ومن ذلك عرض دلائل الإبل أمام بوابات مقرات الأعراس وتجميلها وتزيينها بأنواع الملبوسات وبكل ما يضفي عليها شيء من الجمال.
أما الشيء المشترك في كل هذه الاحتفالات فهو استهلالها بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة وعظ يطرح فيها الملقي عددا من الأحاديث النبوية الشريفة، وغالبا ما تتعلق بمناسبة الزواج وعلاقة الزوج بالزوجة وأهمية الترابط الأسري وضرورة الزواج للشباب وأهمية تخفيض المهور وتيسير للزواج للشباب للحد من ظاهرة العنوسة ومن ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج.
ولم تفت الفرصة على شعراء المنطقة، إذ تواجدوا في هذه الاحتفالات مشاركين بما لديهم من أشعار قديمة وحديثة وروايات شعبية، خاصة تلك التي تخص الأفراح والمناسبات.
ومن جانبهم فإن كبار السن يحرصون على إحياء رقصة (الدحة) الشعبية التي تشتهر بها المناطق الشمالية، خاصة منطقة الجوف، وذلك بشكلها الحقيقي في عدة زواجات أقيمت في طبرجل.
يشار إلى أن طبرجل تشهد كل صيف عددا كبيرا من الزيجات، حيث تستغل العطلة الصيفية لإقامة احتفالات الزواج، حيث يعود إلى المنطقة عدد من أهالي طبرجل المرتبطين بأعمال حكومية وشركات في عدد من مناطق المملكة، خاصة المنطقة الوسطى والغربية والشرقية، فهم يفضلون قضاء إجازتهم داخل المملكة وقضاء صيف ممتع في طبرجل، نظراً لجوها المعتدل نهارا والبارد ليلا، مروراً بخضرة أراضيها ومزارعها التي أقيمت فيها استراحات يقضي فيها الأهالي أوقاتا ممتعة، لما تتميز به من الخصوصية وتوافر الأشجار والخضرة والملاعب والمسابح، إضافة إلى المرافق الأخرى.