حوار - عمار العمار:
في يوم من الأيام جذب اهتمام وسائل الإعلام وسلط الأضواء عليه فقط بحركاته الغريبة.. ومن خلال مباراة واحدة دلف باب الشهرة وعالم الأضواء. حارس ديناميكي يتحول إلى مهرج داخل الملعب.. يثير الجماهير بخفة ظله ويمتعها بفنه.. استمر 22 عاماً في خدمة ناديه الفيحاء كسر بها الرقم القياسي للبقاء أطول مدة كأساسي في ملاعب كرة القدم.. عاصر أكثر من 9 إدارات وستة أجيال فيحاوية، يحلم بحفل تكريم ينصف تاريخه الطويل.. عبد الله عثمان المقبل حارس فريق الفيحاء المخضرم حاورته (الجزيرة) في لقاء ممتع وشيق وجريء.. لن نطيل عليكم لأن في ثنايا الحوار ما هو أجدر بالقراءة .. وإليكم الحوار.
س: كابتن عبد الله في مستهل الحديث ومع انطلاقة تمارين فريقك، كيف تصف أحوال ناديك؟
- الاستعدادات تبشر بالخير واعتقد أن البداية تختلف عن مواسم سابقة نظير الاهتمام الإداري وبحول الله بتكاتف الجميع سيكون للفيحاء كلمة هذا الموسم، ونحن نسعى لتثبيت أنفسنا في الثانية من خلال هذا الموسم بلاعبين شباب ومن ثم التفكير في الصعود للأولى.
س: وماذا ينقص الفيحاء ليعود إلى الأولى؟
- الفيحاء ينقصه الاستقرار الإداري فنحن عانينا من عدم الاستقرار الإداري وهذا ما جعل الفريق يسقط من الأولى إلى الثانية بسرعة وكاد أن يغادر إلى المناطق لولا لطف الله بنا وبقينا لموسم آخر في الثانية، وحقيقة فنادينا يعاني كذلك من ابتعاد أبنائه وأعضاء شرفه عنه ونتمنى أن يدرك أبناء الفيحاء قيمته ليعودا لخدمته مجداً.
س: هل ستستمر مع الفيحاء هذا الموسم؟
- نعم سأستمر، ولكن أتمنى أن يكون هذا آخر موسم لي مع الفريق.
س: كيف ترى مستقبل الفريق مع الإدارة الجديدة؟
- الإدارة جيدة ومجتهدة ولكن تنقصها الخبرة نظراً لكونها شابة وبحول الله مع مرور الوقت سيكون الوضع أفضل، ولكن بشرط الاستمرار لدورة رئاسية لمدة أربع سنوات مع وقفة أعضاء الشرف ومحبي النادي.
س: مع استمرارك في النادي لسنوات طويلة من المؤكد أنك عاصرت إدارات عديدة، ما هي أفضل الإدارات التي عاصرتها؟
- الحمد لله نادي الفيحاء مرت عليه إدارات غاية في التعامل الرائع ومن الظلم أن أذكر إدارة بعينها، ولكن إذا ما تطلب الأمر ذكر أسماء فأعتقد أن إدارة الأستاذ إبراهيم التويجري وإدارة الأستاذ سعود الشلهوب قبل موسمين هي الأفضل.
س: أنت الابن المدلل للنادي، هل هذا صحيح؟
- كلام مردود عليه مع احترامي لمن يردده.
س: أنا أذكر لك الكلام الذي يدور في الأوساط الفيحاوية؟
- مستواي يجعلني مدللا وهذا من حقي، فأنا لمدة 22 سنة أمثل الفيحاء وهذا أكبر دليل على من اتهمني، وإذا كان الأمر دلالاً وأعرف المقصد من ذلك فأنا لم أخذ حق أحد ولم أخذ إلا ما استحقه وهذا من حقي، وليت من يتهمني بذلك يدرك ما معنى 22 سنة خدمت فيها الفيحاء وسأبقى للسنة 23.
س: 22 سنة يعني أنك حارس صاحب إمكانات عالية، ألم تسنح لك فرصة الانتقال لناد آخر في وقت سابق؟
- أنا لا أحكم على نفسي ولكن عروض الانتقال التي جاءت لي تثبت ذلك، فأكثر من عرض تلقته إدارة النادي، وكان عرض نادي الشباب الأقوى وكنت قريباً من الانتقال واتفقنا على كل البنود وتمرنت مع الفريق الشبابي لمدة أسبوعين وكان مبلغ الانتقال 800 ألف ريال للنادي و150 ألف من نصيبي، ولكن في اللحظات الأخيرة رفضت إدارة نادي الفيحاء ولا أعلم ما السبب حتى الآن، وكان بودي أن تفيدني إدارة النادي في ذلك الوقت عن السبب؟، وعلى الرغم من ذلك عدت ومثلت الفريق حباً وكرامة للشعار البرتقالي.
س: في عهد أي إدارة كان هذا الكلام؟
- لا أريد ذكر الأسماء، وسامح الله من تسبب في عدم انتقالي.
س: من خلال كلامك كنت تود الانتقال إلى ناد آخر، أين كنت تجد نفسك؟
- من حقي أن أبحث عن مستقبلي ولكن بموافقة الفيحاء، وصدقني ثقتي في نفسي كبيرة وكنت أجد نفسي في أي ناد من الأندية الكبيرة سواء الهلال أو الشباب أو النصر أو أي ناد آخر.
س: بعيداً عن الانتقال وسببه، ما قصة إيقافك في العام الماضي على الرغم من أنك شاركت من بداية الموسم؟
- قرار غريب وكان في فترة تكليف الأستاذ عبد العزيز المحارب ولا أعلم ما السبب؟ وللحق فالإيقاف شوه تاريخي للأسف ولكن القريب من النادي يعرف أنني كنت مظلوماً فيه، لأنه لم يكن قراراً مدروساً البتة وتسبب لي في صدمة كبيرة لأنه جاء برسالة جوال من خلال جوال النادي ولم يكلف صاحب القرار نفسه بالاتصال علي وإخباري بأنه قد يصدر بحقي قرار إيقاف، ولم أتخيل للحظة أن يصل الأمر إلى هذا الحد فبعد 22 سنة خدمة للنادي يصدر بحقي قرار ينسف كل جهودي طوال السنوات الماضية.
س: وما سبب الإيقاف؟
- اعذرني لن أتحدث أكثر عن القرار.
س: بعد كل هذه السنوات طرأت عليك فكرة الاعتزال في العام الماضي، هل كان قرار الإيقاف سبباً في تفكيرك في الاعتزال؟
- لا لم يكن سبباً فيه لأنني كنت أفكر في الاعتزال من سنوات ولكني كنت أعود من أجل الفيحاء.
س: ولماذا تعتزل إذاً بما أنك قادر على العطاء؟
- بعد سنوات طويلة كنت أتمنى أن اختتم مشواري بحفل اعتزال وحلمي حالياً بحفل تكريم واعتزال في آن واحد ولكن في نهاية هذا الموسم؛ لأن مشاغلي زادت وظروفي العائلية لم تعد تسمح لي مثل السابق علاوة على أنني أريد أن أمنح الفرصة للآخرين.
س: وماذا عن حفل الاعتزال أو التكريم؟
- الفكرة في الأساس اعتزال ولكن إدارة النادي حولتها إلى فكرة تكريم مع رفض اعتزالي في الوقت الحالي، وبالمناسبة عن الاعتزال أو التكريم فهو لا يزال معلقا إلى الآن وأتمنى من إدارة النادي ومحبيه التحرك لإقامة حفل التكريم خصوصاً أنني تشرفت بموافقة ناديين كبيرين وعزيزين على قلبي هما الهلال والنصر لحضور الحفل سواء الاعتزال أو التكريم، وسبق أن أبدى فريق النصر عن طريق رئيسه الحالي الأمير فيصل بن تركي للحضور إلى المجمعة للمشاركة في الحفل وأشكر الأمير فيصل على اهتمامه بذلك وكان ذلك بعد مباراة فريقنا مع النصر في الموسم الماضي.
س: وماذا عن الهلال وما صحة مقابلتك النجم الكبير سامي الجابر ووعده لك بحضور حفل اعتزالك سواء لاعباً أو إدارياً؟
- في العام الماضي التقى الفيحاء مع الهلال في مباراة ودية وبعدها سلمت إدارة النادي خطاباً لإدارة الهلال بهذا الخصوص، وأبدت الإدارة الهلالية موافقتها على الحضور للمجمعة أيضاً وكنت قبل المباراة قد تحدثت مع اللاعب الكبير سامي الجابر الذي أبدى استعداده للحضور بكلامه واهتمامه ويزيدني شرفاً أن يحضر شخص بقامة سامي الجابر لحفل تكريمي أو اعتزالي.
س: وأنت من تريد الهلال أم النصر بصراحة؟
- صدقني وبعيداً عن المثاليات أتمنى أن تتبلور فكرة تدور في ذهني منذ فترة وهي حضور نخبة من نجوم الهلال والنصر معاً وهذا سيزيدني شرفاً على شرف، بحضور نجوم قطبي الكرة السعودية لمهرجان تكريمي، وللحق أنا لا أفضل فريقا على آخر في النهاية والهلال والنصر عينان في رأس.
س: وهل تعتقد أنك تستحق هذا التكريم فيما لو حصل؟
- سؤال في غير محله، لأني لا أحكم على نفسي بل الجماهير هي من تحكم واسألها بنفسك ربما تجد إجابة.
س: جماهير الفيحاء وصفتك بأسطورة الفيحاء. هل هذا يؤكد أنك تستحق التكريم؟
- أشكر الجماهير الفيحاوية على هذا الوصف الذي اعتبره تاجا على رأسي وهذا يدل على ثقتهم في قدراتي وينصف تاريخي الطويل مع الفريق وربما هذا اللقب يجيبك عن سؤالك السابق، وإن كنت أرى أن الجماهير بالغت في وصفي بذلك لأن الفيحاء كيان كبير خرج أجيالا وأجيالا ومر عليه أساطير قدموا للفيحاء الكثير والكثير.
س: 22 سنة وأنت تمثل الفيحاء، هل كنت تسعى لكسر الرقم القياسي للبقاء مدة أطول كلاعب أساسي؟
- لم يخطر ببالي ما ذكرت ولم أفكر في ذلك وكنت أنظر لمصلحة الفيحاء قبل كل شيء والحمد لله أنني بقيت هذه المدة الطويلة.
س: وهل تتذكر أول مباراة لعبتها مع الفريق الأول؟
- نعم كانت أمام النجمة عام 1408 في دوري الدرجة الأولى واستطعنا الفوز فيها بهدفين للاشيء.
س: عاصرت حوالي ستة أجيال فيحاوية، ما هو أفضل جيل لعبت معه؟
- بكل تأكيد الجيل الذهبي للفريق عندما كنا في الدرجة الأولى ولا أحد ينسى لاعبي الفيحاء الأفذاذ أمثال: خالد الجبير وعبد الله الصعب وإبراهيم القرملة وعلي الشنيفي ومحمد البريك وخالد الشلهوب - رحمه الله - والبقية.
س: التنافس التقليدي بين الفيحاء والفيصلي، كيف تنظر اليه؟
- تنافس أخوي لا يخرج عن إطار الملعب فقط، وللحق فمبارياتنا مع الفيصلي لها طابع خاص جداً بحكم التنافس التقليدي.
س: ما صحة تلقيك عرضاً من الفيصلي للانتقال اليه؟
- هذا الكلام صحيح فقد وصل للنادي خطاب رسمي عبر الفاكس من الفيصلي قبل عدة مواسم وكان قبل مباراة حاسمة للفيحاء أمام الوطني عندما كنا في الدرجة الثانية وهو ما ردت عليه الإدارة الفيحاوية بتأجيل المفاوضات لأن التوقيت كان غير مناسب البتة.
س: وهل كنت ستنتقل للفيصلي على الرغم من أنه منافس لفريقك؟
- ولم لا؟ فالفيصلي ناد كبير، وأشكر إدارة الفيصلي لثقتها في عبد الله المقبل.
س: بعيداً عن كرة القدم، ظهرت في مباراة النصر بحركات خفيفة الظل وأثرت الجماهير النصراوية وجعلتها تراقبك وتصفق لك، هل كان هذا الشيء مخططا له من قبل؟
- لا لم يكن مخططاً له وأنا هكذا طبعي في الملعب إذا ما كان هناك حضور جماهيري، فأحرص على تحريك مشاعر الجماهير بحركات لا تخدش الحياء تجعلها تتفاعل معي كلاعب، وكثيراً ما عملت مثل هذه الحركات وأمام أندية جماهيرية مثل الرائد والتعاون وحتى في المباريات الودية أمام الفرق الكبيرة، ولكن كانت مباراة النصر مختلفة كونها منقولة وحقيقة ساعدتني الجماهير النصراوية في الظهور بتلك الصورة لأنها جماهير ذواقة.
وأتذكر في وقت سابق وفي درجة الشباب وأمام الند التقليدي الفيصلي وكنا متقدمين عملت حركة الكوبري في وقت عصيب، فجن جنون مدرب الفريق وكاد أن يستبدلني في المباراة لولا تدخل إداري الفريق الذي هدأ من انفعاله علي، وعلى الرغم من ذلك عملتها مرات عديدة ولكن ليس في أوقات عصيبة.
س: وهل كان هناك أصداء لما فعلت في المباراة؟
- أكثر مما توقعت حتى أن الاتصالات انهالت علي حتى من أشخاص لا أعرفهم.
س: يعني أنك من خلال مباراة واحدة فقط استطعت جذب اهتمام وسائل الإعلام لك، كيف وجدت الإعلام معك؟
- حقيقة فاجأني الحضور الإعلامي بعد المباراة سواء المرئي أو المقروء الذي أصروا على عمل المقابلات ولم أكن أتوقع أنني سأحظى بشيء منه، ووجدت أصداء ما فعلت في المباراة بعدها وبأسابيع من خلال الشارع الرياضي أو شبكة الإنترنت،
س: بمعنى آخر أنت في عداد المشهورين الآن؟
- لا أحكم على نفسي ولكن في السابق لم أكن معروفاً أما بعد المباراة فعندما يشاهدني البعض يحرص على التحدث معي والتقاط الصور معي، وهذا يثلج صدري وربما أصبحت شبه مشهور ولكن للأسف في آخر رمق من عمري الرياضي.
س: ما سر حركة الحارس سالم مروان ( شفاه الله ) التي عملتها في مباراة النصر عندما تصديت لضربة الجزاء؟
- كنت متأثراً بالحارس السابق سالم مروان في طريقة تصديه لضربات الجزاء وكثيراً ما يعجبني أداؤه في السابق، أما قدوتي في الملاعب فهو الحارس البارع السابق خالد الدايل الذي تخرج من نادي الفيحاء الذي اعتبره أحد أفضل الحراس الذين أنجبتهم المملكة طوال تاريخها.
س: هل تعتقد أن حارس المرمى عمله صعبة؟
- نعم لأن حارس المرمى لا يمكن أن يكون مصنوعاً بل يأتي من خلال موهبة في الصغر وإذا ما كان اللاعب الصغير يحب حراسة المرمى فسيكتسب المهارة مع مرور الوقت بالتمارين الخاصة بحراس المرمى أما إذا لم يكن لديه الرغبة في الوقوف بين الخشبات الثلاث فسيفشل تماماً.
س: برأيك من هو أفضل حارس مر على تاريخ السعودية؟
- سمعت عن حراس كثيرين ولم أشاهدهم ولكن أعتقد أن محمد الدعيع هو أفضل حارس مر على تاريخ السعودية وهو أفضل حارس عربي وآسيوي كذلك.
س: ومن ترى غيره من الحراس في هذا الوقت؟
- وليد عبد الله ومبروك زايد وتيسير النتيف.
س: كابتن عبد الله بما أنك قلت إن هذا الموسم الأخير لك، بماذا تعد جماهير الفيحاء؟ وما الكلمة التي توجهها لهم؟
طوال تاريخي وأنا أعدهم بأن أقدم لهم كل ما أملك وهذا الموسم أنا متفائل جداً - وبحول الله - سيكون الوضع مختلفا - بإذن الله - بشرط وقوف الجميع معه من أعضاء الشرف والجماهير وكل أبناء المجمعة، وكلمتي أوجهها لأعضاء شرف النادي بأن يدركوا أهمية نادي الفيحاء وأن يلتفتوا له ليعود كما كان وإلا فسيكون مصير النادي إلى المجهول لأن الإدارة لم تقصر وفق إمكاناتها ولكن اليد الواحدة لا تصفق والنادي بلا أعضاء الشرف لا يمكن أن يقوم، كما أشدد على الجماهير الفيحاوية التي هي سر انتصارتها بأن تساند الفريق وأن تشد من أزر اللاعبين الشباب، فكما يعلم الجميع فريقنا في الموسم الماضي يضم أكثر من لاعب شاب وهم مستقبل الفريق.
في نهاية حديثك، ماذا تود أن تقول للقراء عبر الجزيرة؟
- أولاً: أحب أن جريدة الجزيرة على فتح هذه المساحة لإلقاء الضوء على بعض من مسيرتي مع نادي الفيحاء والشكر موصول لك يا أخ عمار، وأتمنى أن أكون ضيفاً خفيفاً على القراء وأن يخرج المتلقي الفيحاوي بالتحديد بما يفيده.