(الجزيرة) - سلطان المواش
كشف رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية زهير بن عبدالحفيظ ثواب عن استقرار الوضع الحالي في حرة الشاقة، مشيراً إلى توصيات صدرت من هيئته بإمكانية عودة السكان إلى المنازل السليمة في المنطقة تم رفعها لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بناءً على رأي اللجان التي أمر سموه بتشكيلها لدراسة الوضع في وقت سابق.
جاء ذلك في لقاء أجرته معه (الجزيرة) جاء فيه:
* ما إمكانية التنبؤ بحدوث بركان لا سمح الله في العيص أو الشاقة؟
- التنبؤ باحتمالية حدوث بركان في حرة الشاقة أو أي حرات أخرى نشطة أمر يمكن التنبؤ به، ولكن يجب التريث في تقديم أي تنبؤات أكيدة ودقيقة عن زمان ومكان حدوث البركان، علماً بأنه في بعض الحالات التي تمت فيها متابعة حركة الصهارة في بعض مناطق البراكين المشهورة، أمكن توقع ثوران البركان وفعلاً ثار خلال فترة شهر إلى شهرين من الوقت المتوقع، لأن هناك بعض الأحداث والشواهد التي يمكن الاستدلال بها على احتمالية الثوران البركاني؛ لأن الثوران يكون عادة مسبوقاً بعدد من الهزات الأرضية، وانتفاخ سطح القشرة الأرضية، وخروج غازات وأبخرة.
* وماذا عن عودة سكان العيص والشاقة؟
- الوضع في حارة الشاقة أصبح مستقراً إلى حد ما، والتوصية صدرت من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بإمكانية عودة السكان إلى المنازل السليمة أما المنازل الآيلة للسقوط فينصح بمعالجتها هندسياً من قبل مكاتب متخصصة قبل السماح لسكانها بالعودة.
* هناك اجتماعات قمتم بها مع عدد من المسؤولين في الهيئة وخارجها نود التعرف عن ماذا دار في هذا الاجتماع؟ وما استعداداتكم للمستقبل خاصة في منطقة المدينة المنورة؟
- بناء على اهتمامات صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز بأحوال أهالي المدن، والقرى، والهجر حول حرة الشاقة، فقد صدرت التعليمات لأصحاب السمو الملكي أمراء منطقتي المدينة المنورة، و تبوك, وإلى الدفاع المدني، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والجهات الأخرى ذات العلاقة بتشكيل لجان وعقد اجتماعات في كل من إمارة منطقة المدينة المنورة، وإمارة منطقة تبوك ثم في مقر وزارة الداخلية في الرياض لدراسة تقرير هيئة المساحة الجيولوجية، ومناقشة إمكانية عودة السكان وتقديم كافة التسهيلات وتذليل الصعوبات، وقد تمت هذه الاجتماعات وتم الرفع إلى سموه الكريم بالتوصيات التي ارتأتها هذه اللجان.
إن أحداث حرة الشاقة كانت عبارة عن دروس استفاد منها الجميع، نظراً لغياب مثل هذه التجربة من قبل، وبناء عليه فقد استفادت هيئة المساحة الجيولوجية بوضع برامج وخطط لمتابعة الوضع في حرة الشاقة بكثير من الدقة، وأيضاً بدأنا نخطط لوضع برامج لمتابعة ومراقبة نشاط حرة رهاط، وحرة خيبر المحيطتين بالمدينة المنورة لما لهذه المدينة من أهمية بالغة، وأيضاً متابعة النشاط في حرة عويرض بالقرب من مدينة تبوك للأهمية الاستراتيجية لهذه المدينة دون إغفال باقي حرات المملكة الأخرى.
* هل هناك تنبؤات حول إمكانية أن تحدث زلازل في مناطق أخرى بالمملكة قريباً؟
- الزلازل هي هزات أرضية تحدث بدرجات مختلفة وتبدأ من درجة واحدة على مقياس رختر وتتصاعد إلى 7 إلى 8 درجات على مقياس رختر. الهزات التي هي أقل من درجتين على مقياس رختر عادة لا يشعر بها البشر، وإنما تسجلها المراصد بدقة من حيث القوة والموقع والزمن، وهذه تحدث بكثرة وعلى وجه الخصوص في وسط البحر الأحمر من جنوبه إلى شماله، وأيضاً تحدث هزات تتراوح من 3 إلى 6 أو 7 درجات على مقياس رختر في البحر الأحمر وعلى وجه الخصوص الأجزاء الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية، أو الجنوبية الغربية وهذه يتم الاحساس بها في المناطق القريبة منها، وأحب أن أطمئن الجميع على أنه على الرغم من أن الجزء الغربي من المملكة وعلى وجه الخصوص المجاور للبحر الأحمر جزء نشط حركياً إلا أنه ليس بالنشاط المدمر، وأن ثوران البراكين لا يتكرر إلا بفترات متباعدة جداً حوالي ألف سنة أو آلاف السنين، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين أيده الله لم تألُ جهداً في بذل كافة التسهيلات الإدارية، والمالية، والاجتماعية للسكان الذين تتعرض مناطقهم لمثل هذه الأخطار.
* كم عدد المراصد بالمملكة عامة والمدينة المنورة خاصة؟
- يبلغ عدد المراصد بالمملكة 67 مرصداً بالإضافة إلى عشرة مراصد في المدينة المنورة.